نام کتاب : التفسير الحديث نویسنده : محمد عزة دروزة جلد : 1 صفحه : 516
كما تنسون ثم سجد سجدتي السّهو « [1] . غير أن الجملة كما يتبادر لنا توجب على المسلم أن يعتقد أن النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم لا يمكن أن ينسى تبليغ شيء من القرآن الذي يوحي اللَّه به إليه إلَّا ما شاء اللَّه أن ينساه . وتكون هذه في الحالة من نوع النسخ القرآني على ما سوف نشرحه في سياق تفسير إحدى آيات سورة النحل لأن ذلك أكثر ملاءمة واللَّه تعالى أعلم . تعليق على وصف * ( الأَعْلَى ) * ولقد استنبط بعض أصحاب المذاهب الكلامية من وصف ( الأعلى ) الذي وصف به اللَّه عز وجل أنه سبحانه وتعالى في السماء . ونقول تعليقا على ذلك أن اللَّه تعالى منزّه عن الجسمانية والجهة وإن في السماء . ونقول تعليقا على ذلك أن اللَّه تعالى منزّه عن الجسمانية والجهة وإن في القرآن آيات عديدة تذكر أنه في السماء إله وفي الأرض إله وأنه ربّ السّموات وربّ الأرض مثل آيات سورة الزخرف هذه : سُبْحانَ رَبِّ السَّماواتِ والأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ ‹ 82 › فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا ويَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ ‹ 83 › وهُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِله وفِي الأَرْضِ إِله وهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ ‹ 84 › وتَبارَكَ الَّذِي لَه مُلْكُ السَّماواتِ والأَرْضِ وما بَيْنَهُما وعِنْدَه عِلْمُ السَّاعَةِ وإِلَيْه تُرْجَعُونَ ‹ 85 › والمتبادر أن وصفه بالأعلى يهدف إلى تقرير وصفه بالعلوّ عن كل شيء الذي يدانيه في عظمته وقوته وتساميه شيء . ولقد روى الإمام أحمد عن عقبة بن عامر الجهني قال : « لما نزلت * ( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى ) * قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : اجعلوها في سجودكم » [2] فجرى المسلمون من لدن النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم بدون انقطاع على ذكر هذه الصيغة مرات في كل سجدة يسجدونها مما فيه معنى لطيف متصل بالهدف المذكور فيما يتبادر لنا من حيث تضمنه الاعتراف للَّه بصفة العلوّ عن
[1] التاج الجامع ج 1 ص 197 ، وهناك أحاديث صحيحة أخرى من هذا الباب فاكتفينا بهذا الحديث . [2] أورد الحديث المفسر ابن كثير في سياق هذه السورة وفي سياق سورة الواقعة .
516
نام کتاب : التفسير الحديث نویسنده : محمد عزة دروزة جلد : 1 صفحه : 516