نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي جلد : 1 صفحه : 26
بينهما ، ويكون الكلام الثاني هو المقصود : كخروج الشاعر من السب إلى المدح بمعنى يتعلق بالطرفين ، مع أنه قصد المدح . الثاني والعشرون : المبالغة : وقد تكون بصيغة الكلمة نحو صيغة فعال ومفعال وقد تكون بالمبالغة في الإخبار أو الوصف ، فإن اشتدّت المبالغة فهو غلوّ وإغراب . وذلك مستكره عند أهل هذا الشأن . الباب الحادي عشر : في إعجاز القرآن وإقامة الدليل على أنه من عند اللَّه عز وجل ، ويدل على ذاك عشرة أوجه : الأوّل : فصاحته التي امتاز بها عن كلام المخلوقين . الثاني : نظمه العجيب وأسلوبه الغريب من قواطع آياته وفواصل كلماته . الثالث : عجز المخلوقين في زمان نزوله وبعد ذلك إلى الآن عن الإتيان بمثله . الرابع : ما أخبر فيه من أخبار الأمم السالفة والقرون الماضية ولم يكن النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم تعلم ذلك ولا قرأه في كتاب . الخامس : ما أخبر فيه من الغيوب المستقبلة فوقعت على حسب ما قال . السادس : ما فيه من التعريف بالباري جل جلاله . وذكر صفاته وأسمائه ، وما يجوز عليه . وما يستحيل عليه ، ودعوة الخلق إلى عبادته وتوحيده ، وإقامة البراهين القاطعة ، والحجج الواضحة ، والردّ على أصناف الكفار ، وذلك كله يعلم بالضرورة أنه لا يصل إليه بشر من تلقاء نفسه ، بل بوحي من العليم الخبير ، ولا يشك عاقل في صدق من عرف اللَّه تلك المعرفة وعظم جلاله ذلك التعظيم ودعا عباد اللَّه إلى صراطه المستقيم . السابع : ما شرع فيه من الأحكام وبين من الحلال والحرام ، وهدى إليه من مصالح الدنيا والآخرة ، وأرشد إليه من مكارم الأخلاق ، وذلك غاية الحكمة وثمرة العلوم . الثامن : كونه محفوظا عن الزيادة والنقصان ، محروسا عن التغيير والتبديل على طول الزمان ، بخلاف سائر الكتب . التاسع : تيسيره للحفظ وذلك معلوم بالمعاينة . العاشر : كونه لا يمله قارئه ولا سامعه على كثرة الترديد ، بخلاف سائر الكلام . الباب الثاني عشر : في فضل القرآن . وإنما نذكر منه ما ورد في الحديث الصحيح ، فمن ذلك ما ورد عن أبي أمامة الباهلي قال : سمعت رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم يقول : « اقرؤا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه » [1] وعن عائشة رضي اللَّه عنها قالت : قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : « الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة والذي يقرؤه ويتعتع به وهو عليه شاق فله أجران » [2] وعن أبي موسى الأشعري قال : قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : « مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة : ريحها طيب وطعمها طيب ، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة : لا ريح لها وطعمها طيب ، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة : ريحها طيب وطعمها مرّ ، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة : ليس لها ريح وطعمها
[1] . رواه مسلم نقلا عن النووي في رياض الصالحين باب فضائل القرآن . [2] . متفق عليه نقلا عن النووي .
26
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي جلد : 1 صفحه : 26