responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 9


بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم قال الشيخ الفقيه الإمام العالم العلم العلامة ، فريد دهره ، ووحيد عصره ، أبو عبد اللَّه محمد المدعو بالقاسم بن أحمد بن محمد بن جزيّ الكلبي ، رضي اللَّه عنه وأرضاه وجعل الجنة مأواه ، بحرمة النبي الأوّاه :
الحمد للَّه العزيز الوهاب ، مالك الملوك ورب الأرباب ، هو الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِه الْكِتابَ ) * [ الكهف : 1 ] ، هُدىً وذِكْرى لأُولِي الأَلْبابِ ) * [ المؤمن : 54 ] ، وأودعه من العلوم النافعة ، والبراهين القاطعة : غاية الحكمة وفصل الخطاب وخصصه من الخصائص العلية ، واللطائف الخفية ، والدلائل الجلية ، والأسرار الربانية ، العجب بكل عجب عجاب وجعله في الطبقة العليا من البيان ، حتى أعجز الإنسان والجان ، واعترف علماء أرباب اللسان بما تضمنه من الفصاحة والبراعة والبلاغة والإعراب والإغراب ويسر حفظه في الصدور ، وضمن حفظه من التبديل والتغيير ، فلم يتغير ولا يتغير على طول الدهور وتوالي الأحقاب وجعله قولا فصلا ، وحكما عدلا ، وآية بادية ، ومعجزة باقية : يشاهدها من شهد الوحي ومن غاب وتقوم بها الحجة للمؤمن الأوّاب ، والحجة على الكافر المرتاب وهدى الخلق بما شرع فيه من الأحكام ، وبيّن الحلال والحرام ، وعلَّم من شعائر الإسلام ، وصرّف من النواهي والأوامر والمواعظ والزواجر ، والبشارة بالثواب ، والنذارة بالعقاب ، وجعل أهل القرآن أهل اللَّه وخاصته ، واصطفاهم من عباده ، وأورثهم الجنة وحسن المآب .
فسبحان مولانا الكريم الذي خصنا بكتابه ، وشرفنا بخطابه ، فيا له من نعمة سابغة ، وحجة بالغة ، أوزعنا اللَّه الكريم القيام بواجب شكرها ، وتوفية حقها ، ومعرفة قدرها ، وما تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّه ) * [ هود : 88 ] ، هُوَ رَبِّي لا إِله إِلَّا هُوَ ، عَلَيْه تَوَكَّلْتُ وإِلَيْه مَتابِ ) * [ الرعد : 30 ] .
وصلاة اللَّه وسلامه ، وتحياته وبركاته وإكرامه ، على من دلنا على اللَّه ، وبلغنا رسالة اللَّه ، وجاءنا بالقرآن العظيم ، وبالآيات والذكر الحكيم ، وجاهد في اللَّه حق الجهاد ، وبذل جهده في الحرص على نجاة العباد ، وعلم ونصح وبيّن وأوضح حتى قامت الحجة ، ولاحت المحجة ، وتبين الرشد من الغيّ ، وظهر طريق الحق والصواب ، وانقشعت ظلمات الشك والارتياب . ذلك : سيدنا ومولانا محمد النبي الأمي ، القرشي الهاشمي ، المختار من لباب اللباب ، والمصطفى من أطهر الأنساب ، وأشرف الأحساب ، الذي أيده اللَّه بالمعجزات الظاهرة والجنود القاهرة ، والسيوف الباترة الغضاب ، وجمع له بين شرف الدنيا والآخرة ، وجعله قائدا للغرّ المحجلين والوجوه الناضرة ، فهو أوّل من يشفع يوم الحساب ، وأوّل من يدخل الجنة ويقرع الباب ، فصلى اللَّه عليه وعلى آله الطيبين ، وأصحابه الأكرمين ، خير أهل

9

نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 9
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست