responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبيان في أقسام القرآن نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 133


فهذه الأقلام التي فيها انتظام مصالح العالم ويكفي في جلالة القلم أنه لم تكتب كتب الله إلا به وأن الله سبحانه أقسم به في كتابه وتعرف إلى غيره بأن علم بالقلم وإنما وصل إلينا ما بعث به نبينا صلى الله عليه وسلم بواسطة القلم ولقد أبدع أبو تمام إذ يقول في وصفه :
لك القلم الأعلى الذي بشباته * يصاب من الأمر الكلي والمفاصل له ريقة طل ولكن وقعها * بآثاره في الغرب والشرق وابل لعاب الأفاعي القاتلات لعابه * وأرى الجنا اشتارته أيد عواسل له الخلوات اللاء لولا نجيها * لما احتفلت للملك تلك المحافل فصيح إذا استنطقته وهو راكب * وأعجم إن خاطبته وهو راجل إذا ما امتطى الخمس اللطاف وأفرغت * عليه شعاب الفكر وهي حوافل أطاعته أطراف القنا وتقوضت * لنجواه تقويض الخيام الجحافل إذا استغزر الذهن الذكي وأقبلت * أعاليه في القرطاس وهي أسافل وقد رفدته الخنصران وسددت * ثلاث نواحيه الثلاث الأنامل رأيت جليلا شأنه وهو مرهف * ضنا وسمينا خطبه وهو ناحل ( 55 ) فصل والمقسم عليه بالقلم والكتابة في هذه السورة تنزيه نبيه ورسوله عما يقول فيه أعداؤه وهو قوله تعالى ( ما أنت بنعمة ربك بمجنون ) وأنت إذا طابقت بين هذا القسم والمقسم به وجدته دالا عليه أظهر دلالة وأبينها فإن ما سطر الكاتب بالقلم من أنواع العلوم التي يتلقاها البشر بعضهم عن بعض لا تصدر من مجنون ولا تصدر إلا من عقل وافر فكيف يصدر ما جاء به الرسول من هذا الكتاب الذي هو في أعلى درجات العلوم بل العلوم التي تضمنها ليس في قوى البشر الإتيان بها ولا سيما من أمي لا يقرأ كتابا ولا يخط بيمينه مع كونه في أعلى أنواع الفصاحة سليما من الاختلاف بريا من التناقض يستحيل من العقلاء كلهم لو اجتمعوا في صعيد واحد أن يأتوا بمثله ولو كانوا في عقل رجل واحد منهم فكيف يتأتى ذلك من مجنون لا عقل له يميز به ما عسى كثير من الحيوان أن يميزه وهل هذا إلا من أقبح البهتان وأظهر الإفك .

133

نام کتاب : التبيان في أقسام القرآن نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 133
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست