responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبيان في أقسام القرآن نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 126


فاقرة ) ونظيره قوله ( 10 : 26 وترهقهم ذلة ما لهم من الله من عاصم كأنما أغشيت وجهوههم قطعا من الليل مظلما ) وضد هذا قوله تعالى ( إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى ) فنفى عنه الجوع الذي هو ذل الباطن والعري الذي هو ذل الظاهر وضده أيضا قوله ( ولقاهم نضرة وسرورا ) فالنضرة عز الظاهر وجماله والسرور عز الباطن وجماله ومثله أيضا قوله ( عاليهم ثياب سندس خضر وإستبرق وحلوا أساور من فضة وسقاهم ربهم شرابا طهورا ) فجمع لهم بين زينة الظاهر والباطن ومثله وقوله ( يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ) فجمع لهم بين زينة الظاهر والباطن ومثله قوله ( إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب وحفظا من كل شيطان مارد ) فزين ظاهرها بالنجوم وباطنها بالحفظ من كل شيطان رجيم ومثل قوله أيضا ( وصوركم فأحسن صوركم ورزقكم من الطيبات ) وقريب منه قوله تعالى ( وتزودوا فإن خير الزاد التقوى ) ومنه قوله ( فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون ) فجمع لهؤلاء بين جمال الظاهر والباطن ولأولئك بين تسويد الظاهر والباطن ومنه قول امرأة العزيز ( فذلكن الذي لمتنني فيه ولقد راودته عن نفسه فاستعصم ) فوصفت ظاهره بالجمال وباطنه بالعفة فوصفته بجمال الظاهر والباطن فكأنها قالت هذا ظاهره وباطنه أحسن من ظاهره وهذا كله يدلك على ارتباط الظاهر بالباطن قدرا وشرعا والله أعلم بالصواب .
( 41 ) فصل ومن ذلك قوله تعالى ( ن والقلم وما يسطرون ما أنت بنعمة ربك بمجنون ) الصحيح أن ن وق وص من حروف الهجاء التي يفتتح بها الرب سبحانه بعض السور وهي أحادية وثنائية وثلاثية ورباعية وخماسية ولم تجاوز الخمسة ولم تذكر قط في أول سورة إلا وعقبها بذكر القرآن إما مقسما به وإما مخبرا عنه ما خلا سورتين سورة ( كهيعص ون )

126

نام کتاب : التبيان في أقسام القرآن نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 126
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست