نام کتاب : الأمثال في القرآن نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 54
واختلف في الصر فقيل : البرد الشديد [304] وقيل : النار [305] قاله ابن عباس ، وقال الأنباري [306] : وإنما وصفت النار أنها صر لتصريتها عند الالتهاب ، وقيل : الصر [307] الصوت الذي يصحب الريح من شدة هبوبها [308] ، والأقوال الثلاثة متلازمة فهو برد شديد محرق بيبسه للحرث كما تحرق النار وفيه صوت شديد وفي قوله : ( أصابت حرث قوم ظلموا أنفسهم ) تنبيه على أن سبب إصابتها لحرثهم هو ظلمهم فهو الذي سلط عليهم الريح المذكورة حتى أهلكت زرعهم وأيبسته ، فظلمهم هو الريح التي أهلكت أعمالهم ونفقاتهم وأتلفتها . فصل : ومنها قوله تعالى : ( ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون ) [309] هذا مثل ضربه الله سبحانه للمشرك والموحد ، فالمشرك بمنزلة عبد تملكه جماعة [310] مشتركين في خدمته لا يمكنه رضاهم أجمعين ، والموحد لما كان يعبد الله وحده فمثله كمثل عبد رجل واحد قد سلم له وعلم مقاصده ( وعرف الطريق ) [311] إلى رضاه فهو في راحة من تشاحن الخلطاء فيه بل هو سالم لمالكه من غير منازع فيه مع رأفة مالكه به ورحمته له وشفقته عليه وإحسانه إليه وتوليته بمصالحه [312] فهل يستوي هذان العبدان ، وهذا
[304] مجاز القرآن 102 والطبري 4 / 59 والبغوي 1 / 408 . [305] انظر لسان العرب مادة ( صر ) وابن كثير 1 / 397 . [306] هو القاسم بن محمد بن بشار الأنباري أبو محمد له اهتمام بالأدب والاخبار راجع مفتاح السعادة 1 / 146 وزاد المسير 1 / 445 . [307] انظر تفسير الكشاف 1 / 456 ، 457 . [308] انظر تفسير القرطبي 34 / 178 وفتح القدير 1 / 374 . [309] سورة الزمر : 29 انظر ابن كثير 2 / 158 والكشاف 3 / 397 . [310] في م ( جماعة متنازعون مختلفون متشاحنون والرجال المتشاكس : الصنيق الخلق ) . [311] زيادة من م ، ع . [312] في ع ، م ( توليد مصالحه ) .
54
نام کتاب : الأمثال في القرآن نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 54