نام کتاب : الإتقان في علوم القرآن نویسنده : جلال الدين السيوطي جلد : 1 صفحه : 574
يطلع على دقائق الهيئة بسهولة وقد اطلع عليها آحاد العجم الذين أطبق الناس على أنهم أبلد أذهانا من العرب بكثير هذا لو كان للهيئة أصل معتبر فكيف وأكثرها فاسد لا دليل عليه وقد صنفت كتابا في نقض أكثر مسائلها بالأدلة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي صعد إلى السماء ورآها عيانا وعلم ما حوته من عجائب الملكوت بالمشاهدة وأتاه الوحي من خالقها ولو كان السؤال وقع عما ذكروه لم يمتنع أن يجابوا عنه بلفظ يصل إلى أفهامهم كما وقع ذلك لما سألوا عن المجرة وغيرها من الملكوتيات نعم المثال الصحيح لهذا القسم جواب موسى لفرعون حيث قال * ( وما رب العالمين قال رب السماوات والأرض وما بينهما ) * لأن ما سؤال عن الماهية والجنس ولما كان هذا السؤال في حق البارئ سبحانه وتعالى خطأ لأنه لا جنس له فيذكر ولا تدرك ذاته عدل إلى الجواب بالصواب ببيان الوصف المرشد إلى معرفته ولهذا تعجب فرعون من عدم مطابقته للسؤال فقال لمن حوله * ( ألا تستمعون ) * أي جوابه الذي لم يطابق السؤال فأجاب موسى بقوله * ( ربكم ورب آبائكم الأولين ) * المتضمن إبطال ما يعتقدونه من ربوبية فرعون نصا وإن كان دخل في الأول ضمنا إغلاظا فزاد فرعون في الاستهزاء فلما رآهم موسى لم يتفطنوا أغلظ في الثالث بقوله * ( إن كنتم تعقلون ) * 3701 ومثال الزيادة في الجواب قوله تعالى * ( الله ينجيكم منها ومن كل كرب ) * في جواب * ( من ينجيكم من ظلمات البر والبحر ) * 3702 وقول موسى * ( هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ) * في جواب * ( وما تلك بيمينك يا موسى ) * زاد في الجواب استلذاذا بخطاب الله تعالى 3703 وقول قوم إبراهيم * ( نعبد أصناما فنظل لها عاكفين ) * في جواب * ( ما تعبدون ) * زادوا في الجواب إظهارا للابتهاج والاستمرار على مواظبتها ليزداد غيظ السائل 3704 ومثال النقص منه قوله تعالى * ( قل ما يكون لي أن أبدله ) * في جواب * ( ائت بقرآن غير هذا أو بدله ) * أجاب عن التبديل دون الاختراع قال
574
نام کتاب : الإتقان في علوم القرآن نویسنده : جلال الدين السيوطي جلد : 1 صفحه : 574