نام کتاب : أضواء البيان نویسنده : الشنقيطي جلد : 1 صفحه : 544
الحيوان لحما ويصير لبنا . وهذا قول أكثر الفقهاء . منهم أبو حنيفة والشافعي وكان سعد بن أبي وقاص يدمل أرضه بالعرة ويقول : مكتل عرة مكتل بر والعرة : عذرة الناس ولنا ما روي عن ابن عباس : كنا نكري أراضي رسول الله صلى الله عليه وسلم ونشترط عليهم ألا يدملوها بعذرة الناس ولأنها تتغذى بالنجاسات وتترقى فيها أجزاؤها والاستحالة لا تطهر فعلى هذا تطهر إذا سقيت الطاهرات . كالجلالة إذا حبست وأطعمت الطاهرات . اه من المغني بلفظه . * ( ) * قوله تعالى : * ( سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ) * . ذكر في هذه الآية الكريمة أنهم سيقولون : لو شاء الله ما أشركنا وذكر في غير هذا الموضع أنهم قالوا ذلك بالفعل كقوله في النحل : * ( وقال الذين أشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه الآية وقوله في الزخرف ) * * ( وقالوا لو شاء الرحمان ما عبدناهم ) * . ومرادهم أن الله لما كان قادرا على منعهم من الإشراك ولم يمنعهم منه أن ذلك دليل على رضاه بشركهم ولذلك كذبهم هنا بقوله : * ( قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا إن تتبعون إلا الظن ) * وكذبهم في الزخرف بقوله : * ( ما لهم بذلك من علم إن هم إلا يخرصون ) * وقال في الزمر * ( ولا يرضى لعباده الكفر ) * . * ( الآية ) * قوله تعالى : * ( قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا ) * الظاهر في قوله : ما حرم ربكم عليه أنه مضمن معنى ما وصاكم به فعلا أو تركا . لأن كلا من ترك الواجب وفعل الحرام حرام فالمعنى وصاكم ألا تشركوا وأن تحسنوا بالوالدين إحسانا . وقد بين تعالى أن هذا هو المراد بقوله : * ( ذلكم وصاكم به ) * . قوله تعالى : * ( ولا تقتلوا أولادكم من إملاق ) * . نهى الله تعالى في هذه الآية الكريمة عن قتل الأولاد من أجل الفقر الواقع بالفعل . ونهى في سورة الإسراء عن قتلهم خشية الفقر المترقب المخوف منه مع أنه غير واقع في الحال بقوله : * ( ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق ) * وقد أوضح صلى الله عليه وسلم معناه حين سأله عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : أي الذنب أعظم ؟ فقال : أن تجعل لله ندا وهو خلقك قال : ثم أي ؟ قال : أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك قال : ثم أي ؟ قال : أن تزاني حليلة جارك ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم : * ( والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس
544
نام کتاب : أضواء البيان نویسنده : الشنقيطي جلد : 1 صفحه : 544