نام کتاب : أسباب نزول الآيات نویسنده : الواحدي النيسابوري جلد : 1 صفحه : 54
يقع في الماء وإذا جذر البحر جاءت السباع فأكلت منها فما وقع منها يصير ترابا ، فإذا ذهبت السباع جاءت الطير فأكلت منها ، فما سقط قطعته الريح في الهواء ، فلما رأى ذلك إبراهيم تعجب منها وقال : يا رب قد علمت لتجمعنها فأرني كيف تحييها لأعاين ذلك ؟ وقال ابن زيد مر إبراهيم بحوت ميت نصفه في البر ونصفه في البحر فما كان ، في البحر فدواب البحر تأكله ، وما كان منه في البر فدواب البر تأكله ، فقال له ، إبليس الخبيث متى يجمع الله هذه الاجزاء من بطون هؤلاء فقال : رب أرني كيف تحيى الموتى ، قال : أو لم تؤمن ؟ قال : بلى ولكن ليطمئن قلبي ، بذهاب وسوسة إبليس منه أخبرنا أبو نعيم الأصفهاني فيما أذن لي في روايته قال : حدثنا عبد الله بن محمد ابن جعفر قال : حدثنا محمد بن سهل قال : حدثنا سلمة بن شبيب قال : حدثنا إبراهيم ابن الحكم بن أبان قال : حدثنا أبي قال : كنت جالسا مع عكرمة عند الساحل ، فقال عكرمة : إن الذين يغرقون في البحار تقسم الحيتان لحومهم فلا يبقى منهم شئ إلا العظام فتلقيها الأمواج على البر فتصير حائلة نخرة ، فتمر بها الإبل فتأكلها فتبعر ، ثم يجئ قوم فيأخذون ذلك البعر فيوقدون فتخمد تلك النار ، فتجئ ريح فتسفي ذلك الرماد على الأرض ، فإذا جاءت النفخة خرج أولئك وأهل القبور سواء ، وذلك قوله تعالى - فإذا هم قيام ينظرون - . وقال محمد بن إسحاق بن يسار : إن إبراهيم لما احتج على نمروذ فقال : ربي الذي يحيى ويميت ، وقال نمروذ أنا أحيى وأميت ، ثم قتل رجلا وأطلق رجلا ، قال : قد أمت ذلك وأحييت هذا ، قال له إبراهيم : فإن الله يحيى بأن يرد الروح إلى جسد ميت ، فقال له نمروذ : هل عاينت هذا الذي تقوله ؟ ولم يقدر أن يقول نعم رأيته ، فتنقل إلى حجة أخرى ، ثم سأل ربه أن يريه إحياء الميت لكي يطمئن قلبه عند الاحتجاج ، فإنه يكون مخبرا عن مشاهدة وعيان .
54
نام کتاب : أسباب نزول الآيات نویسنده : الواحدي النيسابوري جلد : 1 صفحه : 54