responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أحكام القرآن نویسنده : الجصاص    جلد : 1  صفحه : 278


العرب تعرف سائر لغاتها ، وجائز مع ذلك أن يكونوا عرفوا ذلك اسما للخيط حقيقة ولبياض النهار وسواد الليل مجازا ولكنهم حملوا اللفظ على الحقيقة ، فلما سألوا النبي صلى الله عليه وسلم أخبرهم بمراد الله تعالى منه ، وأنزل الله تعالى بعد ذلك : ( من الفجر ) فزال الاحتمال وصار المفهوم من اللفظ سواد الليل وبياض ، النهار وقد كان ذلك اسما لسواد الليل وبياض النهار في الجاهلية قبل الاسلام مشهورا ذلك عندهم ، قال أبو داود الأيادي :
ولما أضاءت لنا ظلمة * ولاح من الصبح خيط أنارا وقال آخر في الخيط الأسود عليه :
قد كاد يبدو أو بدت تباشره * وسدف الخيط البهيم ساتره * فقد كان ذلك مشهورا في اللسان قبل نزول القرآن به ، وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى : الخيط الأبيض هو الصبح والخيط الأسود الليل ، قال : والخيط هو اللون .
فإن قيل : كيف شبه الليل بالخيط الأسود وهو مشتمل على جميع العالم ، وقد علمنا أن الصبح إنما شبه بالخيط لأنه مستطيل أو مستعرض في الأفق ، فأما الليل فليس بينه وبين الخيط تشابه ولا مشاكلة ؟ قيل له : إن الخيط الأسود هو السواد الذي في الموضع قبل ظهور الخيط الأبيض فيه ، وهو في ذلك الموضع مساو للخيط الأبيض الذي يظهر بعده ، فمن أجل ذلك سمي الخيط الأسود .
وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في تحديد الوقت الذي يحرم به الأكل والشرب على الصائم ما حدثنا محمد بن بكر قال : حدثنا أبو داود قال : حدثنا مسدد قال : حدثنا حماد بن زيد عن عبد الله بن سوادة القشيري عن أبيه قال : سمعت سمرة بن جندب يخطب وهو يقول :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يمنعكم من سحوركم أذان بلال ولا بياض الأفق الذي هكذا حتى يستطير ) . وحدثنا محمد بن بكر قال : حدثنا أبو داود قال : حدثنا محمد بن عيسى قال : حدثنا ملازم بن عمرو عن عبد الله بن النعمان قال : حدثني قيس بن طلق عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كلوا واشربوا ولا يهدينكم الساطع المصعد فكلوا واشربوا حتى يعترض لكم الأحمر ) . فذكر في هذا الخبر الأحمر ، ولا خلاف بين المسلمين أن الفجر الأبيض المعترض في الأفق قبل ظهور الحمرة يحرم به الطعام والشراب على الصائم ، وقال عليه السلام لعدي بن حاتم : ( إنما هو بياض النهار وسواد الليل ) ولم يذكر الحمرة .
فإن قيل : قد روي عن حذيفة قال : ( تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان نهارا إلا أن الشمس لم تطلع ) . قيل له : لا يثبت ذلك عن حذيفة ، وهو مع ذلك من أخبار الآحاد ،

278

نام کتاب : أحكام القرآن نویسنده : الجصاص    جلد : 1  صفحه : 278
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست