responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أحكام القرآن نویسنده : الجصاص    جلد : 1  صفحه : 275


والرفث المذكور هو الجماع لا خلاف بين أهل العلم فيه . واسم الرفث يقع على الجماع وعلى الكلام الفاحش وهو الجماع لا خلاف بين أهل العلم فيه . واسم الرفث يقع عن الجماع وعلى الكلام الفاحش ويكنى به عن الجماع ، قال ابن عباس في قوله : ( فلا رفث ولا فسوق ) [ البقرة : 197 ] إنه مراجعة النساء بذكر الجماع ، قال العجاج :
عن اللغا ورفث التكلم فأولى الأشياء بمعنى الآية هو الجماع نفسه ، لأن رفث الكلام غير مباح ، ومراجعة النساء بذكر الجماع ليس لها حكم يتعلق بالصوم لا فيما سلف ولا في المستأنف ، فعلم أن المراد هو ما كان محرما عليهم من الجماع فأبيح لهم بهذه الآية ونسخ به ما تقدم من الحظر .
وقوله تعالى : ( هن لباس لكم وأنتم لباس لهن ) بمعنى هن كاللباس ولكم في إباحة المباشرة وملابسة كل واحد منهما لصاحبه ، قال النابغة الجعدي :
إذا ما الضجيع ثنى عطفه * إلا تثنت عليه فكانت لباسا ويحتمل أن يريد باللباس الستر ، لأن اللباس هو ما يستر . وقد سمى الله تعالى الليل لباسا ، لأنه يستر كل شئ يشتمل عليه بظلامه ، فإن كان المعنى ذلك ، فالمراد كل واحد منهما ستر صاحبه عن التخطي إلى ما يهتكه من الفواحش ، ويكون كل واحد منهما متعففا بالآخر مستترا به .
وقوله تعالى : ( علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم ) ذكر للحال التي خرج عليها الخطاب واعتداد بالنعمة علينا بالتخفيف بإباحة الجماع والأكل والشرب في ليالي الصوم واستدعاء لشكره عليها .
ومعنى قوله : ( تختانون أنفسكم ) أي يستأثر بعضكم بعضا في مواقعة المحظور من الجماع والأكل والشرب بعد النوم في ليالي الصوم ، كقوله : ( تقتلون أنفسكم ) [ البقرة : 85 ] يعني يقتل بعضكم بعضا .
ويحتمل أن يريد به كل واحد في نفسه بأنه يخونها ، وسماه خائنا لنفسه من حيث كان ضرره عائدا عليه .
ويحتمل أن يريد به أنه يعمل عمل المستأثر له ، فهو يعامل نفسه بعمل الخائن لها ، والخيانة هي انتقاص الحق على جهة المساترة .
وقوله تعالى : ( فتاب عليكم ) يحتمل معنيين ، أحدهما : قبول التوبة من خيانتهم لأنفسهم ، والآخر : التخفيف عنكم بالرخصة والإباحة ، كقوله تعالى : ( علم أن لن

275

نام کتاب : أحكام القرآن نویسنده : الجصاص    جلد : 1  صفحه : 275
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست