responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أحكام القرآن نویسنده : الجصاص    جلد : 1  صفحه : 253


قال الشيخ أبو بكر : قد دل ما تلونا من الآية على جواز قضاء رمضان متفرقا من ثلاثة أوجه ، أحدها : أن قوله : ( فعدة من أيام أخر ) قد أوجب القضاء في أيام منكورة غير معينة ، وذلك يقتضي جواز قضائه متفرقا إن شاء أو متتابعا ، ومن شرط فيه التتابع فقد خالف ظاهر الآية من وجهين ، أحدهما : إيجاب صفة زائدة غير مذكورة في اللفظ وغير جائز الزيادة في النص إلا بنص مثله ، ألا ترى أنه لما أطلق الصوم في ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجع لم يلزمه التتابع ، إذ هو غير مذكور فيه ؟ والآخر : تخصيصه القضاء في أيام غير معينة ، وغير جائز تخصيص العموم إلا بدلالة . والوجه الثاني : قوله تعالى :
( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ) فكل ما كان أيسر عليه فقد اقتضى الظاهر جواز فعله ، وفي إيجاب التتابع نفي اليسر وإثبات العسر ، وذلك منتف بظاهر الآية .
والوجه الثالث : قوله تعالى : ( وتكملوا العدة ) يعني - والله أعلم - قضاء عدد الأيام التي أفطر فيها ، وكذلك روي عن الضحاك وعبد الله بن زيد بن أسلم . فأخبر الله أن الذي يريده منا إكمال عدد ما أفطر ، فغير سائغ لأحد أن يشترط فيه غير هذا المعنى لما فيه من الزيادة في حكم الآية ، وقد بينا بطلان ذلك في مواضع .
وقد اختلف السلف في ذلك ، فروي عن ابن عباس ومعاذ بن جبل وأبي عبيدة بن الجراح وأنس بن مالك وأبي هريرة ومجاهد وطاوس وسعيد بن جبير وعطاء قالوا : ( إن شئت قضيته متفرقا وإن شئت متتابعا ) . وروى شريك عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي قال : ( اقض رمضان متتابعا فإن فرقته أجزأك ) . وروى الحجاج عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي في قضاء رمضان قال : ( لا يفرق ) وجائز أن يكون ذلك على وجه الاستحباب وإنه إن فرق أجزأه ، كما رواه شريك . وروي عن ابن عمر في قضاء رمضان :
( صمه كما أفطرته ) . وروى الأعمش عن إبراهيم قال : كانوا يقولون قضاء رمضان متتابع .
وروى مالك عن حميد بن قيس المكي قال : كنت أطوف مع مجاهد فسأله رجل عن صيام من أفطر في رمضان أيتابع ؟ قلت : لا ! فضرب مجاهد في صدري وقال : إنها في قراءة أبي ( متتابعات ) . وقال عروة بن الزبير : ( يتابع ) . وقال أبو حنيفة وأبو يوسف ومحمد وزفر والأوزاعي والشافعي : ( إن شاء تابع وإن شاء فرق ) . وقال مالك والثوري والحسن بن صالح : ( يقضيه متتابعا أحب إلينا وإن فرق أجزأه ) . فحصل من إجماع فقهاء الأمصار جواز قضائه متفرقا ، وقد قدمنا ذكر دلالة الآية عليه .
وقد روى حماد بن سلمة ، عن سماك بن حرب عن هارون ابن أم هانئ أو ابن بنت هانئ : أن النبي صلى الله عليه وسلم ناولها فضل شرابه فشربت ، ثم قالت : يا رسول الله إني كنت صائمة وإني كرهت أن أرد سؤرك . فقال : ( إن كان من قضاء رمضان فصومي يوما مكانه ،

253

نام کتاب : أحكام القرآن نویسنده : الجصاص    جلد : 1  صفحه : 253
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست