responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أحكام القرآن نویسنده : الجصاص    جلد : 1  صفحه : 14


حتى يسلم ، وإن قرأها مع كل سورة فحسن . قال الحسن : وإن كان مسبوقا فليس عليه أن يقرأها فيما يقضي لأن الإمام قد قرأها في أول صلاته ، وقراءة الإمام له قراءة . قال أبو بكر : وهذا يدل من قوله على أنه كان يرى بسم الله الرحمن الرحيم من القرآن في ابتداء القراءة ، وأنها ليست مفردة على وجه التبرك فقط حسب إثباتها في ابتداء الأمور والكتب ، ولا منقولة عن مواضعها من القرآن .
وروى هشام عن أبي يوسف قال : سألت أبا حنيفة عن قراءة بسم الله الرحمن الرحيم قبل فاتحة الكتاب وتجديدها قبل السورة التي بعد فاتحة الكتاب ، فقال أبو حنيفة : يجزيه قراءتها قبل الحمد . وقال أبو يوسف : يقرأها في كل ركعة قبل القراءة مرة واحدة ويعيدها في الأخرى أيضا قبل فاتحة الكتاب وبعدها إذا أراد أن يقرأ سورة . قال محمد : فإن قرأ سورا كثيرة وكانت قراءته يخفيها قرأها عند افتتاح كل سورة ، وإن كان يجهر بها لم يقرأها لأنه في الجهر يفصل بين السورتين بسكتة . قال أبو بكر : وهذا من قول محمد يدل على أن قراءة بسم الله الرحمن الرحيم إنما هي للفصل بين السورتين أو لابتداء القراءة ، وأنها ليست من السور ، ولا دلالة فيه على أنه كان لا يراها آية وأنها ليست من القرآن . وقال الشافعي هي من أول كل سورة فيقرأها عند ابتداء كل سورة .
قال أبو بكر : وقد روي عن ابن عباس ومجاهد أنها تقرأ في كل ركعة . وعن إبراهيم قال : إذا قرأتها في أول كل ركعة أجزأك فيما بقي . وقال مالك بن أنس : لا يقرأها في المكتوبة سرا ولا جهرا ، وفي النافلة إن شاء قرأ وإن شاء ترك . و الدليل على أنها تقرأ في سائر الصلوات حديث أم سلمة وأبي هريرة أن النبي عليه السلام كان يقرأ في الصلاة : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين . وروى أنس بن مالك قال :
صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان فكانوا يسرون بسم الله الرحمن الرحيم ، وقال في بعضها : يخفون ، وفي بعضها : كانوا لا يجهرون . ومعلوم أن ذلك كان في الفرض ، لأنهم إنما كانوا يصلون خلفه في الفرائض لا في التطوع ، إذ ليس من سنة التطوع فعلها في جماعة ، وقد روي عن عائشة وعبد الله بن المغفل وأنس بن مالك أن النبي عليه السلام كان يفتتح القراءة ب‌ ( الحمد لله رب العالمين ) ، وهذا إنما يدل على ترك الجهر بها ولا دلالة فيه على تركها رأسا . فإن قال قائل : روى أبو زرعة بن عمرو بن جرير عن أبي هريرة ، قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نهض في الثانية استفتح ب‌ ( الحمد لله رب العالمين ) ولم يسكت ، قيل له : ليس لمالك فيه دليل من قبل أنه إن ثبت أنه لم يقرأها في الثانية فإنما ذلك حجة لمن يقتصر عليها في أول ركعة ، فأما أن يكون دليلا على تركها رأسا فلا . وقد روى قراءتها في أول الصلاة عن علي وعمر وابن عباس وابن عمر من غير

14

نام کتاب : أحكام القرآن نویسنده : الجصاص    جلد : 1  صفحه : 14
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست