responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أحكام القرآن نویسنده : الجصاص    جلد : 1  صفحه : 553


على ما عنده : لا والله ! أو يقول : بلى والله ! وإن اتفق مخبره على خلافه ، لأنه إنما أخبر عن عقيدته وضميره ، والله الموفق .
باب الامتنان بالصدقة قال الله تعالى : ( الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منا ولا أذى ) الآية ، وقال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس ) وقال تعالى : ( قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى ) وقال تعالى : ( وما آتيتم من ربا ليربو في أموال الناس فلا يربو عند الله وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون ) [ الروم : 39 ] أخبر الله تعالى في هذه الآيات أن الصدقات إذا لم تكن خالصة لله عارية من من وأذى فليست بصدقة ، لأن إبطالها هو إحباط ثوابها فيكون فيها بمنزلة من لم يتصدق ، وكذلك سائر ما يكون سبيله وقوعه على وجه القربة إلى الله تعالى ، فغير جائز أن يشوبه رياء ولا وجه غير القربة ، فإن ذلك يبطله كما قال تعالى : ( ولا تبطلوا أعمالكم ) [ محمد : 33 ] وقال تعالى : ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ) [ البينة : 5 ] فما لم يخلص لله تعالى من القرب فغير مثاب عليه فاعله . ونظيره أيضا قوله تعالى : ( من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وماله في الآخرة من نصيب ) [ الشورى : 20 ] ومن أجل ذلك قال أصحابنا : ( لا يجوز الاستيجار على الحج وفعل الصلاة وتعليم القرآن وسائر الأفعال التي شرطها أن تفعل على وجه القربة ، لأن أخذ الأجر عليها يخرجها عن أن تكون قربة لدلائل هذه الآيات ونظائرها ) . وروى عمرو عن الحسن في قوله تعالى :
( لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى ) قال : هو المتصدق يمن بها ، فنهاه الله عن ذلك وقال : ليحمد الله إذ هداه للصدقة . وعن الحسن في قوله تعالى : ( مثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضاة الله وتثبيتا من أنفسهم ) قال : ( يثبتون أين يضعون أموالهم ) وعن الشعبي قال : ( تصديقا ويقينا من أنفسهم ) . وقال قتادة : ( ثقة من أنفسهم ) . والمن في الصدقة أن يقول المتصدق : قد أحسنت إلى فلان ونعشته وأغنيته ، فذلك ينغصها على المتصدق بها عليه والأذى قوله : أنت أبدا فقير وقد بليت بك وأراحني الله منك ، ونظيره من القول الذي فيه تعبير له بالفقر ، فقال تعالى : ( قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى ) يعني والله أعلم : ردا جميلا ومغفرة - قيل فيها ستر الخلة على السائل ، وقيل العفو عمن ظلمه - خير من صدقة يتبعها أذى ، لأنه يستحق المأثم بالمن والأذى ، ورد السائل بقول جميل فيه السلامة من المعصية ، فأخبر الله تعالى أن ترك الصدقة برد جميل

553

نام کتاب : أحكام القرآن نویسنده : الجصاص    جلد : 1  صفحه : 553
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست