نام کتاب : وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان نویسنده : ابن خلكان جلد : 1 صفحه : 349
وذكر الوزير أبو القاسم المغربي في كتاب أدب الخواص كنت أحادث الوزير أبا الفضل جعفرا المذكور وأجاريه شعر المتنبي فيظهر من تفضيله زيادة تنبه على ما في نفسه خوفا أن يرى بصورة من ثناه الغضب الخاص عن قول الصدق في الحكم العام وذلك لأجل الهجاء الذي عرض له به المتنبي وكانت ولادته لثلاث خلون من ذي الحجة سنة ثمان وثلاثمائة وتوفي يوم الأحد ثالث عشر صفر وقيل في شهر ربيع الأول سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة بمصر رحمه الله تعالى وصلى عليه القاضي حسين بن محمد بن النعمان ودفن في القرافة الصغرى وتربته بها مشهورة وحنزاية بكسر الحاء المهملة وسكون النون وفتح الزاي وبعد الألف باء موحدة مفتوحة ثم هاء وهي أم أبيه الفضل بن جعفر هكذا ذكره ثابت بن قرة في تاريخه الحنزاية في اللغة المرأة القصيرة الغليظة وذكره الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق وأورد من شعره قوله ( من أخمل النفس أحياها وروحها * ولم يبت طاويا منها على ضجر ) ( إن الرياح إذا اشتدت عواصفها * فليس ترمي سوى العالي من الشجر ) وقال كان كثير الإحسان إلى أهل الحرمين واشترى بالمدينة دارا بالقرب من المسجد ليس بينها وبين الضريح النبوي على ساكنه أفضل الصلاة والسلام سوى جدار واحد وأوصى أن يدفن فيها وقرر مع الأشراف ذلك ولما مات حمل تابوته من مصر إلى الحرمين وخرجت الأشراف إلى لقائه وفاء بما أحسن إليهم فحجوا به وطافوا ووقفوا بعرفة ثم ردوه إلى المدينة ودفنوه بالدار المذكورة وهذا خلاف ما ذكرته أولا والله أعلم بالصواب غير أني رأيت التربة المذكورة بالقرافة وعليها مكتوب هذه
349
نام کتاب : وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان نویسنده : ابن خلكان جلد : 1 صفحه : 349