نام کتاب : وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان نویسنده : ابن خلكان جلد : 1 صفحه : 284
قاضي مصر يقول ما رأيت نحويا قط يشبه الفقهاء إلا حيان بن هرمة والمازني يعني أبا عثمان المذكور وكان في غاية الورع ومما رواه المبرد أن بعض أهل الذمة قصده ليقرأ عليه كتاب سيبوية وبذل له مائة دينار في تدريسه إياه فامتنع أبو عثمان من ذلك قال فقلت له جعلت فداك أترد هذه المنفعة مع فاقتك وشدة إضاقتك فقال إن هذا الكتاب يشتمل على ثلاثمائة وكذا وكذا آية من كتاب عز وجل ولست أرى أن أمكن منها ذميا غيرة على كتاب الله وحمية له قال فاتفق أن غنت جارية بحضرة الواثق بقول العرجي ( أظلوم إن مصابكم رجلا * أهدى السلام تحية ظلم ) فاختلف من كان بالحضرة في إعراب رجلا فمنهم من نصبه وجعله اسم إن ومنهم من رفعه على أنه خبرها والجارية مصرة على أن شيخها أبا عثمان المازني لقنها إياه بالنصب فأمر الواثق بإشخاصه قال أبو عثمان فلما مثلت بين يديه قال ممن الرجل قلت من بني مازن قال أي الموازن أمازن تميم أم مازن قيس أم مازن ربيعة قلت من مازن ربيعة فكلمني بكلام قومي وقال باسمك لأنهم يقلبون الميم باء والباء ميما قال فكرهت أن أجيبه على لغة قومي كيلا أواجهه بالمكر فقلت بكر يا أمير المؤمنين ففطن لما قصدته وأعجب به ثم قال ما تقول في قول الشاعر ( أظلوم إن مصابكم رجلا * )
284
نام کتاب : وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان نویسنده : ابن خلكان جلد : 1 صفحه : 284