responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان نویسنده : ابن خلكان    جلد : 1  صفحه : 235


فاحترق منها باب عبد الملك وبقي باب الحجاج فعظم ذلك على عبد الملك فكتب الحجاج إليه بلغني أن نارا نزلت من السماء فأحرقت باب أمير المؤمنين ولم تحرق باب الحجاج وما مثلنا في ذلك إلا كمثل ابني آدم إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر فسري عنه لما وقف عليه وكان أبوه قد ولاه محاربة أبي يزيد الخارج عليه وكان هذا أبو يزيد مخلد ابن كيداد رجلا من الإباضية يظهر التزهد وأنه إنما قام غضبا لله تعالى ولا يركب غير حمار ولا يلبس إلا الصوف وله مع القائم والد المنصور وقائع كثيرة وملك جميع مدن القيروان ولم يبق للقائم إلا المهدية فأناخ عليها أبو يزيد وحاصرها فهلك القائم في الحصار ثم تولى المنصور فاستمر على محاربته وأخفى موت أبيه وصابر الحصار حتى رجع أبو يزيد عن المهدية ونزل على سوسه وحاصرها فخرج المنصور من المهدية ولقيه على سوسة فهزمه ووالى عليه الهزائم إلى أن أسره يوم الأحد لخمس بقين من المحرم سنة ست وثلاثين وثلاثمائة فمات بعد أسره بأربعة أيام من جراح كانت به فأمر بسلخه وحشا جلده قطنا وصلبه وبنى مدينته في موضع الوقعة وسماها المنصورية واستوطنها وكان المنصور شجاعا رابط الجأش بليغا يرتجل الخطبة وخرج في شهر رمضان سنة إحدى وأربعين من المنصورية إلى مدينة جلولاء ليتنزه بها ومعه حظيته قضيب وكان مغرما بها فأمطر الله سبحانه وتعالى عليهم بردا كثيرا وسلط عليهم ريحا عظيمة فخرج منها إلى المنصورية فاشتد عليه البرد فأوهن جسمه ومات أكثر من معه ووصل إلى المنصورية فاعتل بها فمات يوم الجمعة آخر شوال سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة وكان سبب علته أنه

235

نام کتاب : وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان نویسنده : ابن خلكان    جلد : 1  صفحه : 235
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست