responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان نویسنده : ابن خلكان    جلد : 1  صفحه : 203


منهم ثم تكلم في الفقه فأحسن وقاس واحتج وتكلم في الشعر واللغة ففاق من حضر ثم أقبل على القاضي يحيى فقال له أعز الله القاضي أفي شيء مما ناظرت فيه وحكيته نقص أو مطعن قال لا قال فما بالي أقوم بسائر هذه العلوم قيام أهلها وأنسب إلى فن واحد قد اقتصر الناس عليه يعني الغناء قال العطوي فالتفت إلي القاضي يحيى وقال لي الجواب في هذا عليك وكان العطوي من أهل الجدل فقال للقاضي يحيى نعم أعز الله القاضب الجواب علي ثم أقبل على إسحاق فقال يا أبا محمد أنت كالفراء والأخفش في النحو فقال لا فقال فأنت في اللغة ومعرفة الشعر كالأصمعي وأبي عبيدة قال لا قال فأنت في علم الكلام كأبي الهذيل العلاف والنظام البلخي قال لا قال فأنت في الفقه كالقاضي وأشار إلى القاضي يحيى قال لا قال فأنت في قول الشعر كأبي العتاهية وأبي نواس قال لا قال فمن ههنا نسبت إلى ما نسبت إليه لأنه لا نظير لك فيه وأنت في غيره دون رؤساء أهله فضحك وقام وانصرف فقال القاضي يحيى للعطوي لقد وفيت الحجة حقها وفيها ظلم قليل لإسحاق وإنه ممن يقل في الزمان نظيره وذكر صاحبنا عماد الدين أبو المجد إسماعيل بن باطيش الموصلي في كتابه الذي سماه التمييز والفصل أن إسحاق بن إبراهيم الموصلي كان مليح المحاورة والنادرة ظريفا فاضلا كتب الحديث عن سفيان بن عيينة ومالك بن أنس وهشيم بن بشير وأبي معاوية الضرير وأخذ الأدب عن الأصمعي وأبي عبيدة وبرع في علم الغناء فغلب عليه ونسب إليه وكان الخلفاء يكرمونه ويقربونه وكان المأمون يقول لولا ما سبق لإسحاق على ألسنة الناس واشتهر بالغناء لوليته القضاء فإنه أولى وأعف وأصدق وأكثر دينا وأمانة من هؤلاء القضاة ولكنه اشتهر بالغناء وغلب على جميع علومه مع أنه أصغرها عنده ولم يكن له فيه نظير وله نظم جيد وديوان شعر فمن شعره ما كتبه إلى هارون الرشيد ( وآمره بالبخل قلت لها اقصري * فليس إلى ما تأمرين سبيل )

203

نام کتاب : وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان نویسنده : ابن خلكان    جلد : 1  صفحه : 203
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست