وفي سورة قريش إشارة إلى تجارتهم في الصيف إلى اليمن * ( لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ) * [1] . يقول جرجي زيدان : " إن الآثار التي ظهرت من الحفريات الأثرية للمستشرقين تدل على الحضارة الراقية في اليمن من سد مأرب وفي صنعاء ، ومدينة بلقيس . وكانت في مدينة مأرب ( وهي مدينة سبأ ) قصور عالية قد زينت أبوابها وسقوفها بالذهب ، ووجد بها أوان من الذهب والفضة ، وسرر معدنية كثيرة " [2] . وروى الشيخ الطبرسي عن فروة بن مسيك قال : سألت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عن سبأ أرجل هو أم امرأة ؟ فقال هو رجل من العرب ولد عشرة ، تيامن منهم ستة وتشاءم أربعة ، فأما الذين تيامنوا فالأزد وكندة ومذحج والأشعريون وأنمار وحمير . فقال رجل من القوم : ما أنمار ؟ قال : الذين منهم خثعم وبجيلة ، وأما الذين تشاءموا فعاملة وجذام ولخم وغسان [3] . وفي " الكافي " باسناده عن سدير : قال : سأل رجل أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن قول الله عز وجل : * ( قالوا ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم ) * الآية ، فقال : هؤلاء قوم كانت لهم قرى متصلة ينظر بعضهم إلى بعض ، وأنهار جارية ، وأموال ظاهرة ، فكفروا نعم الله عز وجل وغيروا ما
[1] قريش : 1 - 4 . [2] بالفارسية : تمدن اسلام وعرب : 96 . [3] مجمع البيان 8 : 604 ، طبعة بيروت .