ثم إني مستخلفك على ابنتي فاطمة ، ومستخلف ربي عليكما ومستحفظه فيكما . ثم أمره أن يبتاع رواحل له وللفواطم ومن أزمع للهجرة من بني هاشم وقال له : فإذا قضيت ما أمرتك من أمر فكن على أهبة الهجرة إلى الله ورسوله ، وسر إلي لقدوم كتابي عليك ولا تلبث . ثم مكث في الغار ثلاثا ثم انطلق لوجهه يؤم المدينة [1] . وقال الطبرسي : خلفه النبي ( صلى الله عليه وآله ) ليخرج أهله فأخرجهم ، وأمره أن يؤدي عنه أماناته ووصاياه وما كان بمؤتمن عليه . فأدى علي ( عليه السلام ) أماناته كلها [2] . وقال ابن شهرآشوب : واستخلفه الرسول لرد الودائع ، لأنه كان أمينا . . . قام على الكعبة فنادى بصوت رفيع : يا أيها الناس ، هل من صاحب أمانة ؟ هل من صاحب وصية ؟ هل من صاحب عدة له قبل رسول الله . فلما لم يأت أحد لحق بالنبي ( صلى الله عليه وآله ) [3] . ولكن الطبرسي في " إعلام الورى " نقل ما قاله القمي في تفسيره وأضاف : خرج رسول الله من الغار فرأى راعيا لبعض قريش يقال له : ابن أريقط ، فدعاه رسول الله وقال له : يا بن أريقط ، أأتمنك على دمي ؟ قال : إذا أحرسك وأحفظك ولا أدل عليك ، فأين تريد يا محمد ؟ قال : يثرب .
[1] أمالي الطوسي : 300 كما في البحار 19 : 63 وحلية الأبرار : 90 . [2] إعلام الورى : 190 . [3] مناقب آل أبي طالب 2 : 57 .