في 615 م أي السادسة للبعثة . بينما القريب المحتمل أن لا تكون الوقعة في أقل من السنة الثامنة للبعثة أي سنة 617 م وفيها كانت حملة القائد الإيراني شاهين على كاپادوكية وكالسدونة ووصولهم إلى أبواب مدينة القسطنطينية على ساحل بحر البوسفور . فهذه الحملة تحتمل الانطباق على قول الشيخ الطوسي بأن المراد أدنى الأرض من جهة عدوهم [1] والذي نقله الطبرسي عن مجاهد بأن المقصود من " أدنى الأرض " هو أدنى الأرض إلى أرض فارس ، أقرب أرض الروم إلى فارس [2] . أما ما قاله الطبرسي : كان بيت المقدس لأهل الروم كالكعبة للمسلمين ، فدفعتهم فارس عنه ، وروي أنهم استردوا بيت المقدس وأن ملك الروم مشى إليه شكرا وبسطت له الرياحين فمشى عليها [3] . فقد مر أن القرآن قد عبر عن المسجد في مدينة القدس بجوار بيت المقدس ب " المسجد الأقصى " ولا يسعنا التصديق بأن المسجد أقصى والأرض أدنى " في أدنى الأرض " وليس مقبولا أن تكون الأرض أدنى والمسجد أقصى . ثم إن استرداد الروم لبيت المقدس لم ينقل تأريخيا أن يكون على عهد خسرو پرويز وهرقل معاصرا للرسول الكريم ( صلى الله عليه وآله ) . ومما يؤيد أن هذا الانتصار الرومي على فارس كان بعد وقعة بدر بكثير ما رواه الطبرسي في " مجمع البيان " أن أبا بكر لما أراد الهجرة تعلق به أبي بن خلف وأخذ ابنه عبد الله بن أبي بكر وأخذ منه ابنه كفيلا ، وجرح
[1] التبيان 8 : 229 . [2] مجمع البيان 8 : 460 وقال : يريد الجزيرة أي الموصل . [3] مجمع البيان 8 : 460 ، 461 .