كسرى ( پرويز ) فبلغهم موته ، فانهزم شهربراز وأصحابه ، وعند ذلك أديلت عليهم الروم فاتبعوهم يقتلونهم [1] . فهاتان الروايتان عن يحيى بن يعمر ومن قبل عن عكرمة ، تتفقان على أن غلبة الفرس على الروم كانت بأذرعات من أواخر أراضي الشامات إلى صحراء العرب ، وأن غلبة الروم على الفرس كانت بموت كسرى وهزيمة شهربراز وأصحابه وهجوم الروم عليهم حينئذ ، وأن الخبر بذلك جاء رسول الله يوم الحديبية ففرح ومن معه . وهذا يتفق مع ما حكاه الطبري عن الكلبي أن بعثة الرسول كانت في العشرين من ملك كسرى پرويز ، وهجرته كانت في الثلاث والثلاثين من ملكه [2] أو لمضي اثنتين وثلاثين سنة وخمسة أشهر ، وكان ملكه ثمانيا وثلاثين سنة [3] . أما القول الذي رواه الطوسي عن أبي سعيد الخدري [4] والطبرسي عن مقاتل [5] أنه لما كان يوم بدر وغلب المسلمون كفار مكة أخبر رسول الله أن الروم غلبت فارسا . . . فان يوم بدر كان في منتصف السنة الثانية للهجرة ، أي قبل موت كسرى پرويز وهزيمة الفرس أمام الروم بخمس سنين أو خمس سنين وستة أشهر ، وإذ ذاك لم يؤرخ للروم انتصار على الفرس ولم تؤرخ على الفرس هزيمة أمام الروم بل كانت الفتوحات تتوالى لهم على