الحجاز دون بصرى وحوران الشام . وأما كسكر فإنها من أرض السواد أي العراق كانت في أسفل دجلة بعد المدائن قرب الواسط ، ولعلها هي أو قريبة من قلعة سكر ، وكانت الأدنى من أرض العرب من جهة العراق . ونقل الطبرسي في " مجمع البيان " عن مجاهد أن المقصود من " أدنى الأرض " هو أدنى الأرض من أرض الشام إلى أرض فارس يريد الجزيرة ، فهي أقرب أرض الروم إلى فارس [1] وقال الشيخ الطوسي في " التبيان " : والمراد أدنى الأرض إلى جهة عدوهم [2] بينما قال الشيخ الطبرسي في " مجمع البيان " : كان بيت المقدس لأهل الروم كالكعبة للمسلمين فدفعتهم فارس عنه ، وهو قوله * ( في أدنى الأرض ) * [3] . وما أسرع ما يتبادر إلى الذاكرة تذكر أن القرآن قد عبر عن مسجد بيت المقدس بالمسجد الأقصى ، فليس مقبولا أن تكون الأرض أدنى والمسجد فيها المسجد الأقصى . أما تمام الخبر عن عكرمة فهو ما رواه الطبري في تفسيره وتأريخه بسنده عنه قال : اقتتل فارس والروم في أدنى الأرض وهي يومئذ أذرعات فهزمت الروم ، فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه [ وآله ] وسلم - وأصحابه وهم بمكة ، فشق ذلك عليهم . وكان النبي - صلى الله عليه [ وآله ] وسلم - يكره أن يظهر الأميون من المجوس على أهل الكتاب من الروم ، وفرح الكفار بمكة وشمتوا ، فلقوا أصحاب النبي - صلى الله عليه [ وآله ] وسلم -
[1] مجمع البيان 8 : 460 . [2] التبيان 8 : 229 . [3] مجمع البيان 8 : 460 .