منه ما جاءهم به من الله عز وجل . وروى عن محمد بن كعب القرظي [1] قال : لما انتهى رسول الله - صلى الله عليه [ وآله ] - وسلم إلى الطائف عمد إلى نفر من ثقيف هم يومئذ سادة ثقيف وأشرافهم ، وهم إخوة ثلاثة : عبد يا ليل بن عمرو ، ومسعود بن عمرو ، وحبيب بن عمرو . فجلس إليهم رسول الله - صلى الله عليه [ وآله ] - وسلم فدعاهم إلى الله وكلمهم بما جاءهم له من نصرته على الاسلام والقيام معه على من خالفه من قومه . فقال له أحدهم : أنا أمرط [2] ثياب الكعبة ان كان الله أرسلك ! وقال الآخر : أما وجد الله أحدا يرسله غيرك ؟ ! وقال الثالث : والله لا أكلمك أبدا ، لئن كنت رسولا من الله - كما تقول - لأنت أعظم خطرا من أن أرد عليك الكلام ، ولئن كنت تكذب على الله ما ينبغي لي أن أكلمك [3] . فقام رسول الله من عندهم وقد يئس من خير ثقيف . وأغروا به سفهاءهم وعبيدهم ، فأخذوا يصيحون به ويسبونه ، حتى ألجؤوه إلى حائط ( بستان ) لعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة ، وهما فيه ، ورجع عنه من كان يتبعه من سفهاء ثقيف .
[1] القرظي منسوب إلى بني قريظة بالمدينة ، ولد سنة أربعين وتوفي سنة 120 يروي عن ابن عمر وابن عباس وغيرهما . [2] أمرط : أنزع وأرمي به . [3] وذكر اليعقوبي خبر هؤلاء الاخوة الثلاثة 2 : 36 .