وقال المطعم بن عدي : صدقتما ، وكذب من قال غير ذلك ، نبرأ إلى الله منها ومما كتب فيها . فقال أبو جهل : هذا أمر قضي بليل ، تشوور فيه بغير هذا المكان . فقام المطعم إلى الصحيفة ليشقها فوجد الأرضة قد أكلتها الا " باسمك اللهم " . وكان أبو طالب حاضرا في ناحية المسجد [1] . أما الآية التالية : * ( وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين ) * [2] فقد اشتهر أن الآية نزلت بعد مقتل حمزة سيد الشهداء في أحد في الثالثة بعد الهجرة ، وبمثله قال القمي في تفسيره [3] ورواه العياشي في تفسيره [4] ، عن الصادق ( عليه السلام ) . وعليه عد الآية بعضهم من مستثنيات السورة . ولكن نقل الطبرسي في " مجمع البيان " عن الحسن قال : نزلت الآية قبل أن يؤمر النبي بقتال المشركين ، على العموم ، وانما أمر بقتال من قاتله . وعن إبراهيم وابن سيرين ومجاهد : أن الآية عامة في كل ظلم كغصب ونحوه ، فإنما يجازى بمثل ما عمل [5] فان صح الخبر عن الصادق ( عليه السلام ) فيمكن حمله على تعدد النزول ، أو التذكير بالآية . وعليه فلعل قوله : * ( وان عاقبتم ) * أي عاقبتم مقاطعة المشركين
[1] سيرة ابن هشام 2 : 14 - 16 . [2] النحل : 126 . [3] تفسير القمي في آخر الجزء الأول . [4] تفسير العياشي 1 : 275 . [5] مجمع البيان 6 : 605 .