ذلك ناهيكم عن تظاهركم علينا ؟ فأخذ عليهم المواثيق وأخذوا عليه . فلما نشروها فإذا هي كما قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فاستسر أبو طالب وأصحابه وقالوا : أرأيتم أينا أولى بالحز والقطيعة والبهتان ؟ ! فقام المطعم بن عدي بن نوفل بن مناف ، وهشام بن عمرو من بني عامر بن لؤي ، فقالوا : نحن براء من هذه الصحيفة القاطعة العادية الظالمة ، ولن نمالي أحدا في فساد أمرنا . وتتابع على ذلك ناس من أشراف قريش . فخرج القوم من شعبهم وقد أصابهم الجهد الشديد [1] . وقال ابن إسحاق في السيرة : مشى هشام بن عمرو بن ربيعة إلى زهير بن أبي أمية ابن المغيرة المخزومي - وكانت أمه عاتكة بنت عبد المطلب - فقال له : يا زهير ، أقد رضيت أن تأكل الطعام وتلبس الثياب . . . وأخوالك حيث قد علمت لا يباعون ولا يبتاع منهم ؟ ! أما إني أحلف بالله أن لو كانوا أخوال أبي الحكم بن هشام ( أبي جهل ) ثم دعوته إلى ما دعاك إليه منهم ما أجابك إليه أبدا . قال : ويحك يا هشام فما أصنع ؟ انما أنا رجل واحد ، والله أن لو كان معي رجل آخر لقمت في نقضها حتى أنقضها . قال : قد وجدت رجلا ، قال : فمن هو ؟ قال : أنا ، قال : ابغنا رجلا ثالثا . فذهب ( هشام ) إلى المطعم بن عدي فقال له : يا مطعم ، أقد رضيت ان يهلك بطنان من بني عبد مناف ( بنو هاشم وبنو المطلب ) وأنت شاهد