أربعة منهم ، ليصدوا الناس عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فإذا سألهم الناس عما انزل على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قالوا : أحاديث الأولين وأباطيلهم [1] ونقل مثله في " المناقب " [2] . روى السيوطي في " الدر المنثور " مفصله عن السدي قال : اجتمعت قريش فقالوا : ان محمدا رجل حلو اللسان إذا كلمه الرجل ذهب بعقله ، فانظروا أناسا من أشرافكم المعدودين المعروفة أنسابهم فابعثوهم في كل طريق من طرق مكة ، على رأس كل ليلة أو ليلتين ( كذا ) فمن جاء يريده فردوه عنه . فخرج ناس منهم في كل طريق ، فكان إذا أقبل الرجل وافدا لقومه ينظر ما يقول محمد فينزل بهم ، قالوا له : أنا فلان بن فلان فيعرفه بنسبه ويقول : أنا أخبرك بمحمد فلا يريد أن تعني إليه ، هو رجل كذاب لم يتبعه على أمره الا السفهاء والعبيد ومن لا خير فيه ، وأما شيوخ قومه وخيارهم فمفارقون له . فيرجع بعضهم ، وذلك قوله سبحانه : * ( وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم قالوا أساطير الأولين ) * . وإذا كان الوافد ممن عزم الله له على الرشاد فقالوا له مثل ذلك في محمد قال : بئس الوافد أنا لقومي ان كنت جئت حتى بلغت ، الا مسيرة ليلة ، رجعت قبل أن ألقى هذا الرجل وأنظر ما يقول وآتي قومي ببيان أمره . فيدخل مكة فيلقى المؤمنين فيسألهم : ماذا يقول محمد ؟ يقولون : * ( خيرا
[1] مجمع البيان 6 : 549 . [2] مناقب ابن شهرآشوب 1 : 49 .