هو ؟ وكيف تبعه ؟ وما كانت قصته معه ؟ واسألوه عن طائف طاف مغرب الشمس ومطلعها حتى بلغ سد يأجوج ومأجوج ، من هو ؟ وكيف كانت قصته ؟ ثم أملوا عليهم أخبار هذه الثلاث مسائل وقالوا لهم : إن أجابكم بما قد أملينا عليكم فهو صادق ، وان أخبركم بخلاف ذلك فلا تصدقوه . قالوا : فما المسألة الرابعة ؟ قالوا : سلوه متى تقوم الساعة ؟ فان ادعى علمها فهو كاذب ، فان قيام الساعة لا يعلمها الا الله تبارك وتعالى . فرجعوا إلى مكة واجتمعوا إلى أبي طالب ( رضي الله عنه ) فقالوا : يا أبا طالب ! ان ابن أخيك يزعم أن خبر السماء يأتيه ونحن نسأله عن مسائل فان أجابنا عنها علمنا أنه صادق ، وان لم يجبنا علمنا أنه كاذب . فقال أبو طالب : سلوه عما بدا لكم ، فسألوه عن الثلاث مسائل . فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : غدا أخبركم . ولم يستثن [1] فاحتبس الوحي عليه أربعين يوما حتى اغتم النبي ( صلى الله عليه وآله ) وشك أصحابه الذين كانوا آمنوا به ، وفرحت قريش واستهزؤا وآذوا . وحزن أبو طالب . فلما كان بعد أربعين يوما نزل عليه جبرئيل بسورة الكهف . فقال رسول الله : يا جبرئيل لقد أبطأت ! فقال : انا لا نقدر أن ننزل إلا بإذن الله [2] .
[1] أي لم يقل : إن شاء الله . [2] تفسير القمي 2 : 31 ، 32 وسند الخبر : حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن أبي بصير عنه ( عليه السلام ) ، فهو صحيح لولا ما يبدو فيه من الانقطاع بين إبراهيم بن هاشم وابن أبي عمير . والخبر يقتضي أن تكون فترة الوحي الأربعون يوما قبل نزول سورة الكهف ، وستأتي الفترة كذلك في خبر ابن إسحاق الا أنها خمس عشرة ليلة .