وخلط القمي بهذا بين السورتين : الأحقاف والجن ، وفي سورة الجن قال : وقد كتبنا خبرهم في سورة الأحقاف [1] أي جعل السبب نفس السبب في السورتين ، بينما سورة الجن هي الأربعون في النزول والأحقاف السادسة والستون ، مع ظهور في سورة الجن بأنها كانت الأولى : * ( وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا ) * [2] . ونقل الطبرسي في " مجمع البيان " خبر سوق عكاظ عن البخاري ومسلم والواحدي باسنادهم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : انطلق رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ ، وكان قد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء وأرسلت عليهم الشهب ، فلما رجعوا إلى قومهم قالوا : ما ذاك الا من شئ حدث فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها . فمر النفر الذين أخذوا نحو تهامة بالنبي وهو بنخل ( ومر في خبر الزهري : في نخلة ) عامدين إلى سوق عكاظ وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر ، فلما سمعوا القرآن استمعوا له وقالوا : هذا الذي حال بيننا وبين خبر السماء ، فرجعوا إلى قومهم وقال : * ( انا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا ) * فأوحى الله إلى نبيه : * ( قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن ) * [3] اذن فخبر سوق عكاظ وبطن نخلة لسورة الجن
[1] مجمع البيان 10 : 554 . [2] الجن : 9 ، 10 . [3] مجمع البيان 1 : 544 . ولا يوجد الخبر في أسباب النزول المطبوع للواحدي في الأحقاف ، ولم يذكر الجن .