الذكرى مع القوم الظالمين ) * قال المسلمون : إن كان كلما استهزأ المشركون بالقرآن قمنا وتركناهم فلا ندخل المسجد الحرام ولا نطوف بالبيت الحرام ؟ ! فأنزل الله : * ( وما على الذين يتقون من حسابهم من شئ ولكن ذكرى لعلهم يتقون ) * أمرهم بتذكيرهم وتبصيرهم ما استطاعوا . ثم نقل عن البلخي قال : كان ذلك في أول الاسلام وكان يختص بالنبي ( صلى الله عليه وآله ) ورخص المؤمنين في ذلك بقوله : * ( وما على الذين يتقون من حسابهم من شئ ) * ولما كثر المسلمون نسخت هذه الآية بقوله : * ( فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم ) * [1] . وفيها قوله سبحانه : * ( ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون ) * [2] . روى القمي في تفسيره بسنده عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) قال : كان المؤمنون يسبون ما يعبد المشركون من دون الله ، وكان المشركون يسبون ما يعبد المؤمنون ، فنهى الله المؤمنين عن سب آلهتهم لكي لا يسب الكفار اله المؤمنين [3] . وأضاف الطبرسي عن ابن عباس : أن المشركين قالوا لرسول الله : يا محمد ! لتنتهين عن سب آلهتنا أو لنهجون ربك ! فنزلت : * ( ولا تسبوا الذين
[1] مجمع البيان 4 : 489 وروى السيوطي في ذلك خبرين عن ابن عباس وابن جريج في الدر المنثور : الأنعام . [2] الأنعام : 108 . [3] تفسير القمي 1 : 213 . وفي التبيان 4 : 232 عن الحسن وفي أسباب النزول : 148 .