تمام مجاهرة الأعداء استصلاحا لهم ولحسن تدبيره في دفع كيدهم ، لئلا يلجئوا الرسول إلى ما ألجأوه إليه بعد موته [1] . وقال العلامة الطباطبائي : وروايات أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) مستفيضة على ايمانه ، والمنقول من أشعاره مشحون بالإقرار على صدق النبي وحقيقة دينه ، وهو الذي آوى النبي صغيرا وحماه بعد البعثة وقبل الهجرة ، وقد كان أثر مجاهدته وحده في حفظ نفسه الشريفة في العشر سنين قبل الهجرة يعدل أثر مجاهدة المهاجرين والأنصار بأجمعهم في العشر سنين بعد الهجرة [2] . وقال في تفسير الآية : لما بين في الآيات السابقة حرمان المشركين - وهم قوم النبي - من نعمة الهداية ، وضلالهم باتباع الهوى ، واستكبارهم عن الحق النازل عليهم ، وايمان أهل الكتاب به واعترافهم بالحق ، ختم هذا الفصل من الكلام بأن أمر الهداية إلى الله لا إليك ، يهدي هؤلاء من أهل الكتاب وهم من غير قومك الذين تدعوهم ، ولا يهدي هؤلاء وهم قومك الذين تحب اهتداءهم ، وهو أعلم بالمهتدين [3] . وفي السورة قوله سبحانه : * ( وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا ) * [4] قال الطبرسي : قيل : إنما قاله الحرث بن نوفل بن عبد مناف فإنه قال للنبي ( صلى الله عليه وآله ) : إنا لنعلم أن قولك حق ، ولكن يمنعنا أن نتبع الهدى معك ونؤمن بك مخافة أن يتخطفنا العرب من أرضنا ، ولا طاقة لنا بالعرب [5] .