أما اسلام عثمان : فقد قال ابن إسحاق : بلغني أنه أسلم بعد أبي بكر [1] . وروى ابن عبد البر في " الاستيعاب " عن المدائني عن عمر بن عثمان عن أبيه : أنه دخل على خالته أروى بنت عبد المطلب ، فدخل رسول الله - صلى الله عليه [ وآله ] وسلم - فجعل ينظر إليه وقد ظهر شأنه ، فجرى له معه حديث وقرأ عليه بعض الآيات ثم قام فخرج . قال عثمان : فخرجت خلفه فأدركته وأسلمت [2] . وخبر ابن إسحاق يتضمن الدلالة على سبق اسلام أبي بكر ، كما عده هو فيمن أسلم بعد علي ( عليه السلام ) وخديجة وزيد بن حارثة ، وأنه أسلم بعد عثمان : الزبير بن العوام ، وعبد الرحمن بن عوف الزهري ، وسعد بن أبي وقاص الزهري ، وطلحة بن عبيد الله التيمي وأنهم استجابوا لأبي بكر فجاء بهم إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فأسلموا وصلوا . وحيث جاء في عبارة ابن إسحاق أنهم استجابوا لأبي بكر فجاء بهم إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) بينما لم يصرح ابن إسحاق بأنهم أسلموا بدعوة أبي بكر ، لذلك أضاف ابن هشام هذه الكلمة : " بدعائه " ثم نبه عليه فقال : قوله " بدعائه " عن غير ابن إسحاق [3] وهذا من أمانته ، ولكنه اجتهاد من ابن هشام ، ولا دليل عليه ، بل ظاهر قول ابن إسحاق أنهم انما استجابوا لأبي بكر ليأتوا إلى الرسول ، وأنهم انما أسلموا على يد الرسول نفسه ، فالعبارة لا تدل على أنهم أسلموا بدعوة أبي بكر إياهم ، بل هي في خلاف ذلك