الآيات عن الشخص المعين المعني بها ، بل الظاهر من الآيات هو ذلك وما عداه خلاف الظاهر . ونقل الطبرسي ثلاثة أقوال في ذلك : قيل يعني الوليد بن المغيرة فإنه عرض على النبي المال ليرجع عن دينه . وقيل يعني : الأخنس بن شريق الثقفي . وقيل : يعني : الأسود بن عبد يغوث [1] بينما لم نجد خلافا في المعني بأوصاف سورة المدثر : * ( ذرني ومن خلقت وحيدا وجعلت له مالا ممدودا وبنين شهودا ) * أ نه الوليد . وحقا وجدناه الوحيد الذي يوصف في الأخبار التأريخية بذلك الوصف في المال والبنين ليس سواه ولم يوصف الآخران معه بذلك الوصف في المال والبنين ، فهو الأولى أن يكون المقصود عند الإطلاق والترديد . أما متى تليت عليه الآيات ؟ وأي آيات ؟ ومن تلى ؟ وكيف ؟ وما هو تفصيل عرضه المال على الرسول ليرجع عن دينه أو عن الإعلان به ودعوته إليه ؟ وكيف منع عن هذا الخير ؟ فلم يبق لنا من تفسير المفسرين الأوائل ، ولا الأخبار التأريخية الا هذه الأقوال الثلاثة على الترديد فقط ، فضلا عما يحل لنا التنافي بين هذه الآيات من القرآن ودور الكتمان . وأسطع من ذلك ما في أواسط السورة من قوله سبحانه : * ( إن للمتقين عند ربهم جنات النعيم أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون ) * [2] فهل يمكننا أن نحكم أن هذا أيضا من القرآن في دور الكتمان ؟ ! بل هو إعلام واعلان .