وقيل : ان الحرث بن قيس أكل حوتا مالحا فأصابه العطش فما زال يشرب حتى انقد بطنه فمات [1] . ولئن كان الطبرسي صاحب التفسير هذا قد لخص بعض الأخبار عن غير الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) بشأن هؤلاء المستهزئين ، في كتابه هذا " مجمع البيان " تبعا للشيخ الطوسي في كتابه " التبيان " وان كانت رواية ابن عباس فيما رواه مقطوعة عليه دون أن يسندها إلى علي ( عليه السلام ) فإن الطبرسي الآخر صاحب " الاحتجاج " قد روى بشأن المستهزئين خبرا مبسوطا عن الإمام الكاظم عن جده الحسين ( عليه السلام ) فيما أجاب به علي ( عليه السلام ) حبرا يهوديا شاميا جاء إلى مجلس فيه أصحاب رسول الله : أبو معبد الجهني وعبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس [2] مما يكشف لنا عن مصدر خبر ابن عباس عن ذلك . ولئن كان الخبر في " الاحتجاج " مرسلا مرفوعا فقد رواه الصدوق في كتابيه " معاني الأخبار " و " الخصال " مسندا ، قال : فأما المستهزئون فقال الله عز وجل له : * ( انا كفيناك المستهزئين ) * فقتل الله خمستهم ، قد قتل كل واحد منهم بغير قتلة صاحبهم ، في يوم واحد : أما الوليد بن المغيرة : فإنه مر بنبل لرجل من بني خزاعة قد راشه في الطريق ، فأصابته شظية منه فانقطع أكحله [3] حتى أدماه فمات وهو يقول : قتلني رب محمد .
[1] مجمع البيان 6 : 533 ، 534 . [2] الاحتجاج 2 : 314 - 322 . [3] الأكحل : عرق الحياة في اليد - القاموس .