كذلك ، بل روى خبرا عن عمار بن أبي عمار ، عن ابن عباس - فيما يحسب ابن حماد - ( كما في الكتاب ) في تزويج خديجة بمباشرة أبيها ووليمتها لذلك . ثم قال : وبلغني . . وذكر مهرها وعمرها كما مر . والظاهر أن القائل : وبلغني هو ابن حماد الدولابي - كما فهم كذلك الأربلي - ولا ابن عباس ، ولكن خلط ابن الخشاب الجنابذي فنابذ الفهم والنقل الصحيح فنسب ذلك إلى ابن عباس على غير أساس . والله هو العاصم من الخطأ في القياس والمقياس ، ومن وساوس الخناس في صدور الناس . وعلى هذا ، فينحصر الخبر بكون عمر خديجة عند زواجها بالرسول في الثامنة والعشرين ، في مرفوعة الدولابي فحسب ، ومن دون أن تصح نسبة ذلك إلى ابن عباس . أما الخبر المشتهر عن كونها في الأربعين من عمرها : فاليعقوبي لم يصرح بذلك ولكنه ذكر في وفاتها أنها توفيت " ولها خمس وستون سنة " [1] وهذا يقتضي أن يكون عمرها حين زواجها حسب المشهور أربعين سنة . أما الطبري فقد نقل عن الكلبي قوله : " وخديجة يومئذ ابنة أربعين سنة " [2] . والمسعودي في " مروج الذهب " قال : " وهي يومئذ بنت أربعين " وفي " التنبيه والإشراف " أنها توفيت ولها خمس وستون سنة [3] . ونقل سبط ابن الجوزي عن الواقدي قوله : توفيت وهي بنت خمس