غير ما رواه ابن إسحاق ، فقال : كان بين الحسين ( عليه السلام ) وبين معاوية كلام في أرض للحسين . فقال الحسين لابن الزبير : خيره في ثلاثة والرابعة الصيلم - أي الصدام المسلح - : أن يجعلك أو ابن عمر بيني وبينه ، أو يشتريه مني ، أو يقر بحقي ثم يسألني أن أهبه له ، فإن أبى فوالذي نفسي بيده لأهتفن بحلف الفضول [1] . وليس مفاد نداء ابن الزبير بحلف الفضول إلى جانب الإمام الحسين ( عليه السلام ) أ نه كان وفيا مخلصا في ذلك ، بل كان إلى معاوية وعامله الوليد أقرب منه إلى الحسين ( عليه السلام ) ، ولكنه كان يتعزز بهذا وأمثاله . فقد جاء في رواية لأبي الفرج : أن معاوية قدم المدينة فلم يزره الإمام الحسين ( عليه السلام ) فأظهر معاوية انزعاجه من ذلك ، فأغراه به ابن الزبير ! فلم يستجب له معاوية ، فقال له ابن الزبير : أما والله اني وإياه ليد عليك بحلف الفضول ! فقال له معاوية : من أنت وحلف الفضول ؟ ! [2] . ومما ورد في قدوم محمد بن جبير بن مطعم على عبد الملك بن مروان وسؤاله منه عن دخول بني عبد شمس في حلف الفضول ، يظهر أ نهم كانوا بصدد تقرير هذا المعنى على الناس ، ولذلك روى راويتهم أبو هريرة : أن بني أمية كانوا في حلف الفضول ، وأن أبا سفيان كان ممن دعا الناس إليه مع العباس بن عبد المطلب ، ولعل حشر العباس معه لتبعيد التهمة عن الرواية . وإن كان لم يتابعه عليه أحد بل أنكره غير واحد من المؤرخين [3] .