responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة التاريخ الإسلامي نویسنده : الشيخ محمد هادي اليوسفي الغروي    جلد : 1  صفحه : 300


قلت ليلة لغلام من قريش كان يرعى معي بأعلى مكة : لو أبصرت لي غنمي ، حتى أدخل مكة فأسمر [1] بها كما يسمر الشباب فخرجت أريد ذلك ، حتى إذا جئت أول دار من دور مكة سمعت عزفا بالدف والمزامير ، فقلت : ما هذا ؟ قالوا : هذا فلان تزوج ابنة فلان . فجلست أنظر إليهم ، فضرب الله على اذني فنمت ، فما أيقظني الا مس الشمس ، فرجعت إلى صاحبي ، فقال : ما فعلت ؟ فقلت : ما صنعت شيئا . ثم أخبرته الخبر .
ثم قلت له ليلة أخرى مثل ذلك ، فقال : افعل . فخرجت فسمعت حين دخلت مكة مثل ما سمعت حين دخلتها تلك الليلة ، فجلست أنظر ، فضرب الله على اذني ، فما أيقظني الا مس الشمس ، فرجعت إلى صاحبي فأخبرته الخبر . ثم ما هممت بعدها بسوء ، حتى أكرمني الله برسالته [2] .
وقال ابن إسحاق : شب رسول الله - صلى الله عليه [ وآله ] وسلم - والله تعالى يكلؤه ويحفظه ويحوطه من أقذار الجاهلية ، لما يريد به من كرامة ورسالة ، حتى بلغ أن كان رجلا ، أفضل قومه مروءة ، وأحسنهم خلقا ، وأكرمهم حسبا ، وأحسنهم جوارا ، وأعظمهم حلما ، وأصدقهم حديثا ، وأعظمهم أمانة حتى ما اسمه في قومه الا الأمين ، وأبعدهم عن الفحش والأخلاق التي تدنس الرجال ، تنزها وتكرما ، جمع الله فيه كل ذلك [3] .



[1] سهرة الليل .
[2] الطبري 2 : 279 ورواه عنه أبن أبي الحديد 13 : 207 .
[3] سيرة ابن هشام 1 : 194 ثم قال : وذكر لي : ان رسول الله - صلى الله عليه [ وآله ] وسلم - كان مما يحدث به عما كان الله يحفظه به في صغره وأمر جاهليته أنه قال : لقد رأيتني في غلمان قريش ننقل الحجارة لبعض ما نلعب به ، فإني اقبل معهم وأدبر ، وكلنا قد أخذ إزاره فجعله على عاتقه ليحمل عليه الحجارة فتعرى ! إذ لكمني لاكم ثم قال : شد عليك إزارك ، وما أراه ! فأخذته وشددته علي ، ثم جعلت أحمل الحجارة على رقبتي وإزاري علي من بين أصحابي . وقال السهيلي في ( الروض الأنف ) في التعليق على هذه القصة " وهذه القصة انما وردت في الحديث الصحيح ( ! ) في حين بنيان الكعبة : ان رسول الله كان ينقل الحجارة مع قومه إليها ، وكانوا يحملون أزرهم على عواتقهم لتقيهم الحجارة ! وكان رسول الله يحملها على عاتقه وإزاره مشدود عليه ، فقال له العباس : يا بن أخي لو جعلت إزارك على عاتقك . ففعل فسقط مغشيا عليه ! فضمه العباس إلى نفسه وسأله عن شأنه ، فأخبره أنه نودي من السماء : ان اشدد عليك إزارك يا محمد ! ثم قال : إزاري إزاري ! فشد عليه إزاره ، فقام يحمل الحجارة " ثم قال : " فإن صح حديث ابن إسحاق ان ذلك كان في صغره إذ كان يلعب مع الغلمان ، فحمله على أن هذا الأمر كان مرتين : مرة في صغره ، ومرة في أول اكتهاله ( ! ) عند بنيان الكعبة " ! وقال القسطلاني قريبا منه في فتح الباري 1 : 401 . اما نحن فنقول : ان صح من هذه القصة شئ فإنما نحتمل قصة ابن إسحاق - وقد روى نحوه ابن أبي الحديد عن أمالي محمد بن حبيب - اما انه كان ذلك عند اكتهاله ! بأمر عمه العباس ! ومعه رجال قومه كذلك ! فهذا مما لا يحتمله عقل أي عاقل قط . وللتفصيل انظر الصحيح للسيد جعفر مرتضى 1 : 136 - 144 .

300

نام کتاب : موسوعة التاريخ الإسلامي نویسنده : الشيخ محمد هادي اليوسفي الغروي    جلد : 1  صفحه : 300
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست