فجاد بالماء جوني له سبل سحا ، فعاشت به الأنعام والشجر [1] مبارك الاسم يستسقى الغمام به ما في الأنام له عدل ولا خطر [2] ورواه اليعقوبي في تأريخه [3] ، والسهيلي في ( الروض الأنف ) عن البستي النيسابوري باسناده عن دقيقة أيضا ، مستشهدا به لمعنى قول أبي طالب بشأن النبي ( صلى الله عليه وآله ) إذ قال : وأبيض يستسقى الغمام بوجهه * ثمال اليتامى عصمة للأرامل قال : فان قيل : كيف قال أبو طالب هذا ، ولم يره استسقى قط ، وانما كانت استسقاءاته ( عليه السلام ) بالمدينة في الحضر والسفر ، وفيها شوهد سرعة إجابة الله له ؟ ! فالجواب : إن أبا طالب قد شاهد من ذلك في حياة عبد المطلب ما دله على ما قال . وانما قال السهيلي هذا تعليقا على رواية ابن هشام : دعا النبي ( صلى الله عليه وآله ) للناس حين القحط ، فنزل المطر ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : لو أدرك أبو طالب هذا اليوم لسره ! فقال له بعض أصحابه : كأنك يا رسول الله أردت قوله
[1] الجون : اللون الأسود ، والجوني نسبة إليه ، والمراد هنا : السحاب الأسود المركوم . والسبل بفتحتين : المطر النازل قبل الوصول للأرض . وله سبل اي له جريان . سحا : أي منصبا . [2] البحار 15 : 403 ، 404 عن المنتقى في مولد المصطفى للكازروني : الباب الرابع من القسم الثاني ، وأخرج الحديث ابن الأثير في أسد الغابة 5 : 454 وابن حجر في الإصابة 4 : 296 والحلبي في السيرة 1 : 131 . [3] اليعقوبي 2 : 12 .