قال المجلسي : أقول : هذا الخبر - وان لم نعتمد عليه كثيرا ، لكونه من طرق المخالفين - انما أوردته لما فيه من الغرائب ! وعلق عليه المحقق الرباني الشيرازي يقول : نحن في غنى من أن نسرد كل ما عثرنا عليه مما جاء في فضائله من المعاجز وخوارق العادات كما كان كاتبو سيرته من القدماء يفعلون ذلك ، فنحن لا نحتاج في اثبات عظمته إليها ، بعد ما ملأت فضائله الآفاق [1] . وأين هذه الصورة عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) عن ذلك الوصف الذي يصفه به صنوه وصهره وأخوه ثم وصيه علي ( عليه السلام ) إذ قال في كلام له " ولقد قرن الله به من لدن ان كان فطيما أعظم ملك من ملائكته ، يسلك به طريق المكارم ومحاسن أخلاق العالم ليله ونهاره " [2] . وروى ابن أبي الحديد : ان بعض أصحاب الإمام الباقر ( عليه السلام ) سأله عن قوله سبحانه * ( الا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا ) * [3] ؟ فقال ( عليه السلام ) : " يوكل الله تعالى بأنبيائه ملائكة يحصون أعمالهم ويؤدون إليهم تبليغ الرسالة ، ووكل بمحمد ملكا عظيما منذ فصل من الرضاع ، يرشده إلى الخيرات ومكارم الأخلاق ، ويصده عن الشر ومكاره الأخلاق " [4] .
[1] البحار 15 : 353 - 357 - الهامش . [2] نهج البلاغة ، القسم الأول : الخطبة القاصعة : 192 ، المقطع 118 عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) . [3] الجن : 27 . [4] شرح النهج للمعتزلي 13 : 207 ، وعنه في البحار 15 : 361 .