توفرها لقبول الرواية ، وان كان لم يقنع بهذا القدر من التشكيك كثير من كتاب السيرة [1] . وحينما نراجع تراجم الرجال نجد ان أرباب التراجم قد رجموا ثور ابن يزيد بأنه : شامي كان يرى القدر ، أي هو من القدرية وأنا أرى أن القدرية التي ينسب إليها الشاميون في شعاع أفكار الأمويين هي أن أعمال العباد بقدر مقدر قد قضى به الله ، لا القدر بمعنى يجتمع مع إرادة الإنسان واختياره . وعلى هذا فهو متهم بوضع ما يؤيد به مذهبه القدري الجبري ، كما قال السيد المرتضى العاملي : " ألا تعني هذه الرواية ا نه ( صلى الله عليه وآله ) كان مجبرا على عمل الخير ، وليس لإرادته فيه أي أثر أو فعالية أو دور ؟ ! لأن حظ الشيطان قد أبعد عنه بشكل قطعي وقهري ، وبعملية جراحية ، وهل إذا كان الله يريد أن لا يكون عبده شريرا احتاج في اعمال قدرته إلى عمليات جراحية كهذه على مرأى من الناس ومسمع ؟ ! " [2] هذا إلى خمس نقاط أخرى نقد بها السيد المرتضى هذا الخبر . ولعله أخذ هذا المعنى عن رواية جاهلية عن أمية بن أبي الصلت : أ نه دخل على أخته فنام على سرير في ناحية البيت ، فانشق جانب من السقف في البيت ، وإذا بطائرين قد وقع أحدهما على صدره ووقف الآخر مكانه ، فشق الواقع على صدره صدره ، فأخرج قلبه ، فقال الطائر الواقف للطائر الذي على صدره : أوعى ؟ قال : وعى ، قال : اقبل ؟
[1] السيد الحسني في كتابه : سيرة المصطفى : 46 بعد أن اعترف بما في ذلك من التشكيك . [2] الصحيح من سيرة النبي الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) 1 : 86 .