وقال الطبرسي : ولد يوم الجمعة عند طلوع الشمس ، السابع عشر من شهر ربيع الأول عام الفيل ، وذلك لأربع وثلاثين سنة مضت من ملك كسرى أنوشيروان [1] . وقال السيد ابن طاووس في ( الإقبال ) : إن الذين أدركناهم من العلماء كان علمهم على أن ولادته المقدسة ( صلى الله عليه وآله ) كانت يوم الجمعة السابع عشر من ربيع الأول في عام الفيل عند طلوع فجره [2] . ولذلك قال الشيخ المجلسي ( قدس سره ) : اعلم ا نه اتفقت الإمامية - الا من شذ منهم - على أن ولادته ( صلى الله عليه وآله ) كانت في السابع عشر من شهر ربيع الأول ، وذهب أكثر المخالفين إلى أنها كانت في الثاني عشر منه ، واختاره الكليني ( رحمه الله ) [3] .
[1] إعلام الورى : 5 . ووصف كسرى فقال : " وهو قاتل مزدك والزنادقة ومبيرهم ، وهو الذي زعموا ان رسول الله عناه فقال : ولدت في زمن الملك العادل الصالح " وهذا أول كتاب نراه ينقل هذا مرسلا بل موهنا له بأنه من زعم من زعمه من بعض الناس ! ولم أجده قبل نقل الشيخ الطبرسي في أي كتاب من العامة والخاصة ، بل مر خبر يخالفه انه قال ( صلى الله عليه وآله ) : " هذا أول يوم انتصف فيه العرب من العجم ، وبي نصروا " وقد انتصروا على كسرى أنوشيروان فكيف يصفه بأنه العادل الصالح ؟ ! وقال ابن شهرآشوب : ولد بمكة عند طلوع الفجر من يوم الجمعة السابع عشر من شهر ربيع الأول بعد خمسة وخمسين يوما من هلاك أصحاب الفيل . وقالت العامة : يوم الاثنين الثامن أو العاشر منه . وروى رواية الطبرسي في أنوشيروان 1 : 172 . [2] بحار الأنوار 15 : 251 . [3] بحار الأنوار 15 : 248 . وأشار الشيخ الإربلي إلى الاختلاف في تأريخ ولادته ( صلى الله عليه وآله ) ثم قال : أقول : ان اختلافهم في يوم ولادته سهل ، إذ لم يكونوا عارفين به وبما يكون منه ، وكانوا أميين لا يعرفون ضبط مواليد أبنائهم ، فأما اختلافهم في موته فعجيب ! ولا عجب من هذا أيضا مع اختلافهم في الأذان والإقامة ، بل اختلافهم في موته أعجب ، فان الاذان ربما ادعى كل قوم أنهم رووا فيه رواية ، فأما يوم موته فيجب أن يكون معينا معلوما ( كشف الغمة 1 : 15 ) . ونقل السيد المرتضى في ( الصحيح ) هذا الكلام للأربلي ثم علق عليه يقول : وأعجب من ذلك اختلافهم في الكثير الكثير من الأمور التي كانوا يمارسونها مع النبي ( صلى الله عليه وآله ) عدة مرات يوميا طيلة أعوام عديدة ، حتى انك لتجدهم يروون التناقضات عنه ( صلى الله عليه وآله ) في أفعال الوضوء والصلاة ، وهم كانوا يؤدونها معه خمس مرات يوميا ، بل قد تجد بعضهم يقول : إنهم كانوا يعرفون أنه يقرأ في صلاة الظهر والعصر من اضطراب لحيته ( الصحيح 1 : 80 نقلا عن الصحيح للبخاري 6 : 90 و 93 ط 1309 ومسند أحمد 5 : 10 و 12 والسنن الكبرى للبيهقي 2 : 37 و 54 عن الصحيحين ) .