ركب هاشم إلى الشام إلى قيصر ، فقال له : أيها الملك ان لي قوما من تجار العرب ، فتكتب لهم كتابا يؤمنهم ويؤمن من تجاراتهم حتى يأتوا بما يستطرف من أدم [1] الحجاز وثيابه . ففعل قيصر ذلك ، فانصرف هاشم فجعل كلما مر بحي من أحياء العرب أخذ من أشرافهم الإيلاف - أي العهد - أن يأمنوا عندهم وفي أرضهم ، فأخذ الإيلاف من الشام إلى مكة [2] وذلك قول الله تعالى : * ( لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ) * [3] . وخرج هاشم بتجارات عظيمة يريد الشام ، فجعل يمر بأشراف العرب فيحمل لهم التجارات ولا يلزمهم لها مؤونة حتى صار إلى " غزة " فتوفي بها . وانما لقب بهاشم - واسمه عمرو - لأنه كان يهشم الخبز ويصب عليه المرق واللحم فيطعمهم بمكة ومنى وعرفات والمزدلفة يثرد لهم الخبز في السمن واللحم والسويق ، ويأمر بحياض من أدم فتجعل في موضع زمزم ، فيسقي الناس فيها من الآبار التي بمكة [4] أما زمزم فقد كانت جرهم طمته ولم يحفر بعد . وقد نقل اليعقوبي خبرا عن تاجر من بني كلاب حضر موسم الحج فوصف لنا كيفية رفادة هاشم فقال : قال الأسود بن شعر الكلبي : كنت عسيفا - أي عاملا - لعقيلة من