الاعوجاج منه ، وأن الملك أرادها على بيعه وأرغبها فأبت فلم يكرهها الملك وبقي الاعوجاج من ذلك على ما ترى ! فقال الرومي : هذا الاعوجاج الآن أحسن من ذلك الاستواء " [1] . عجيب ! الا يحضر من يريد أن يبني هكذا قصر عظيم هندسة وتصميما خاصا له وهكذا يقدم على البناء بدون أرضية كافية وهندسة خاصة ؟ ! فيخرج القصر معوج الميدان . - كما نقل المسعودي - ، من يصدق هذا ؟ ! أجل لا يبعد أن يكون موابذة المجوس وأصحاب البلاط قد وضعوا هذه القصص له شكرا له على ما قدمه لهم من خدمات تذكر فتشكر . وأعجب من ذلك أن حاول بعض الشعوبيين ان يضع حديثا على لسان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يصف أنوشيروان [2] بالعدالة : " ولدت في زمن الملك العادل " وخبرا يقول : إن عليا ( عليه السلام ) حينما دخل مدائن كسرى نزل في إيوانه وأخرج جمجمة فأحيى صاحبها وسأله عن حاله فقال : انه أنوشيروان وهو لكفره محروم عن الجنة ولكنه لعدله لا يعذب بالنار ! ومما يشهد على أن أصحاب البلاط كانوا يمدحونه ويثنون عليه وينشرون عنه الجميل مما ليس فيه ما يذكره الفردوسي في " الشاهنامة " : أن الوزير بزرك مهر كان وزيرا لأنوشيروان مدة ثلاثة عشر عاما ، ثم غضب عليه خسرو پرويز فألقاه في السجن وكتب إليه رسالة قال له فيها : ان علمك هو الذي أدى بك إلى القتل ! فكتب بزرك مهر في جوابه يقول له : كنت أفيد من عقلي ما كان الحظ يساعدني ، والآن إذ ليس لي حظ فسأفيد من حلمي وصبري إن
[1] مروج الذهب 1 : 264 . [2] بالفارسية : تاريخ اجتماعي إيران 11 : 618 .