إليك [1] . فالحمس من قريش وكنانة وخزاعة يطوفون بثيابهم ، والحلة يطوفون عرايا . ويصور الأزرقي في كتابه " أخبار مكة " طواف العريان فيقول : يبدأ بإساف فيستلمه ثم يستلم الركن الأسود ، ثم يجعل الكعبة عن يمينه ويطوف سبعا فإذا ختم استلم الحطيم أو ركن الحجر الأسود ثم استلم نائلة فختم طوافه ، ثم يخرج فيجد ثيابه فيلبسها ويمضي [2] . وقد فصل الكلبي المؤرخ الشهير المتوفى في 206 ه ديانات العرب قبل الإسلام فقال : " إن حمير كانت تعبد الشمس وكنانة كانت تعبد القمر وقيس كانت تعبد الشعرى ، ولخم كانت تعبد المشتري ، وطئ كانت تعبد نجمة السهيل ، وأسد كانت تعبد العطارد ، وتميم كانت تعبد الدبران ، وبنو مليح كانوا يعبدون الجن ، وأكثر العرب الأوثان والأصنام . وإن أول من جاء بها إلى مكة هو : عمرو بن لحي ، وكانوا في أول أمرهم يقولون : * ( ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ) * [3] ثم رأوا فيهم قوة دون قدرة الله ، فكانوا يتمسحون بها إذا أرادوا السفر ، واتخذوا من أحجار الصحراء أصناما يعبدونها كما يتخذون عددا آخر منها أثافي لقدورهم . كانوا يرون أنهم بالقربان للأوثان يجلبون رضاها ، فإذا قربوا لها قربانا
[1] أخبار مكة للأزرقي 1 : 114 . [2] المصدر نفسه . [3] الزمر : 3 .