أن تكون قد نزلت في مدة سنة وستة أشهر مكث فيها النبي في مكة بعد وفاة أبي طالب وهجرة الطائف في قول ابن شهرآشوب [1] حسب كيفية النزول قبل حصار الشعب . وفاة أبي طالب وخديجة : روى العياشي في تفسيره عن سعيد بن المسيب عن علي بن الحسين ( عليهما السلام ) قال : كانت خديجة قد ماتت قبل الهجرة بسنة ، ومات أبو طالب بعد موت خديجة بسنة . فلما فقدهما رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) سئم المقام بمكة ودخله حزن شديد ، وأشفق على نفسه من كفار قريش ، فشكى إلى جبرئيل ذلك ، فأوحى الله إليه : يا محمد اخرج من القرية الظالم أهلها ، وهاجر إلى المدينة فليس لك اليوم بمكة ناصر [2] . وروى الشيخ الصدوق بسنده عن الصادق ( عليه السلام ) قال : إن أبا طالب أظهر الكفر وأسر الايمان ، فلما حضرته الوفاة أوحى الله عز وجل إلى رسول الله : اخرج منها فليس لك بها ناصر ، فهاجر إلى المدينة [3] . ولكن روى الطوسي في أماليه بسنده عن هند بن أبي هالة الأسيدي ربيب رسول الله من خديجة قال : كان الله عز وجل يمنع عن نبيه بعمه أبي طالب ( عليه السلام ) ، فما كان يخلص إليه من قومه أمر يسوؤه مدة حياته . فلما مات أبو طالب نالت قريش من رسول الله بغيتها وأصابته بعظيم من الأذى حتى
[1] مناقب ابن شهرآشوب 1 : 173 ط قم . [2] تفسير العياشي 1 : 257 . [3] اكمال الدين : 172 .