ويتصدق من ماله ، فقال له أخوه من الرضاعة : عبد الله بن سعد بن أبي سرح : ما هذا الذي تصنع ؟ يوشك أن لا يبقى لك شئ ! فقال عثمان : ان لي ذنوبا واني أطلب بما أصنع رضا الله وأرجو عفوه . فقال له عبد الله : أعطني ناقتك وأنا أتحمل عنك ذنوبك كلها ! فأعطاه وأشهد عليه وأمسك عن الصدقة ، فنزلت : * ( أفرأيت الذي تولى وأعطى قليلا ) * ثم قطع نفقته ، إلى قوله : * ( وأن سعيه سوف يرى ) * [1] . وهذا الخبر دل - فيما دل - على اسلام عثمان ، كما دل الخبر السابق عن تفسير القمي في إسراء النبي ( صلى الله عليه وآله ) على اسلام حمزة أيضا ، كما دل خبر ابن إسحاق عن أم هانئ بنت أبي طالب على اسلامها واسلام بيتها وزوجها أبي هبيرة المخزومي . وإذا لم يكن للأخير خبر في تأريخ الإسلام فلنمر على أخبار اسلام حمزة وعثمان . إسلام حمزة عم النبي ( صلى الله عليه وآله ) : أما اسلام حمزة : فكذلك فعل الطبرسي في " إعلام الورى " إذ جعله الخبر السابق لخبر إسرائه ( صلى الله عليه وآله ) إلى بيت المقدس ، نقلا عن علي بن إبراهيم ابن هاشم باسناده قال : كان أبو جهل قد تعرض لرسول الله وآذاه بالكلام ، واجتمعت بنو هاشم وكان حمزة في الصيد فأقبل ونظر إلى اجتماع الناس فقال : ما هذا ؟ فقالت له امرأة : يا أبا يعلى إن عمرو بن هشام ( أبا جهل ) قد تعرض لمحمد وآذاه . فغضب حمزة ومر نحو أبي جهل وأخذ قوسه فضرب
[1] مجمع البيان 9 : 271 وقبله الزمخشري في الكشاف 4 : 33 . وبعده الواحدي في أسباب النزول : 335 ، 336 ط الجميلي .