السورة الثامنة عشرة - " الكافرون " : قال الطبرسي نزلت السورة في نفر من قريش منهم : الحارث بن قيس السهمي والعاص بن وائل السهمي ، والوليد بن المغيرة المخزومي ، والأسود بن عبد يغوث الزهري ، والأسود بن المطلب بن أسد ، وأمية بن خلف ( وهم المستهزئون ) قالوا : هلم يا محمد فاتبع ديننا نتبع دينك ونشركك في أمرنا كله ، تعبد آلهتنا سنة ونعبد الهك سنة ، فإن كان الذي جئت به خيرا مما بأيدينا كنا قد شركناك فيه وأخذنا بحظنا منه ، وان كان الذي بأيدينا خيرا مما في يديك كنت قد شركتنا في أمرنا وأخذت بحظك منه . قال : معاذ الله أن أشرك به غيره . قالوا : فاستلم بعض آلهتنا نصدقك ونعبد إلهك . فقال : حتى انظر ما يأتي من عند ربي . فنزل : * ( قل يا أيها الكافرون ) * . فعدل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى المسجد الحرام وفيه الملأ من قريش ، فقام على رؤوسهم ثم قرأ عليهم حتى فرغ من السورة ، فأيسوا عند ذلك فآذوه وآذوا أصحابه [1] وروى قريبا منه الشيخ في أماليه عن ميناء [2] . وقال ابن إسحاق في السيرة : بلغني أنه اعترض رسول الله وهو يطوف بالكعبة : الأسود بن المطلب ، والوليد بن المغيرة ، وأمية بن خلف ، والعاص بن وائل السهمي ، وكانوا ذوي أسنان في قومهم فقالوا : يا محمد هلم فلنعبد ما تعبد وتعبد ما نعبد فنشترك نحن وأنت في الأمر ، فإن كان الذي تعبد خيرا مما نعبد كنا قد أخذنا بحظنا منه ، وان كان ما نعبد خيرا مما
[1] مجمع البيان 10 : 840 . [2] أمالي المفيد : 346 بسنده عن ابن إسحاق . ورواه الطبري 2 : 337 .