كان العاص بن وائل أبا عمرو بن العاص ، ثم لم يذكرا الشانئ له ( صلى الله عليه وآله ) المجاهر له الشنآن . والخبران الآخران عن الصادق والمجتبى ( عليهما السلام ) ذكراهما ، فلا منافاة بينهما ، ولعل ابن عباس سالم عمرو بن العاص أو اتقاه فاكتفى بذكر أبيه دونه . كما فعل كذلك السدي فقال : كانت قريش إذا مات ذكور الرجل تقول : بتر فلان والأبتر : الفرد ! فلما مات ولد للنبي قال العاص بن وائل : بتر الرجل [1] . وكما فعل ابن إسحاق قال : بلغني أنه كان العاص بن وائل السهمي إذا ذكر رسول الله قال : دعوه فإنما هو رجل أبتر لا عقب له ، لو مات لا نقطع ذكره واسترحتم منه . فأنزل الله في ذلك : * ( انا أعطيناك الكوثر ) * أي ما هو خير لك من الدنيا وما فيها [2] . والذي تشير إليه السورة وتدل عليه الأخبار التأريخية والتفسيرية هو أيضا مما يقتضي الإعلان لا الكتمان ، بل المجاهرة بالإحن والشنآن ، والحنق والعدوان . السورة السادسة عشرة - " التكاثر " : روى الطبرسي عن مقاتل والكلبي قالا : نزلت في حيين من قريش : بني عبد مناف بن قصي ، وبني سهم بن عمرو ، تكاثروا وعدوا أشرافهم ، فكثرهم بنو عبد مناف ، ثم قالوا : نعد موتانا ! حتى زاروا القبور فعدوهم قالوا : هذا قبر فلان وهذا قبر فلان ، فكثرهم بنو سهم لأنهم كانوا أكثر
[1] الميزان 20 : 372 . [2] سيرة ابن هشام 2 : 34 . وانظر الميزان 20 : 370 في معنى الكوثر .