أوهام واهية : ولكن ليس معنى هذا أن نصدق ما نقله الحلبي في سيرته : أ نه دخل على خديجة قبل التزويج ، فأخذت يده فضمته إلى صدرها ! [1] كما لا نشك في كذب ما نقله : أن عمها كان يأنف من أن يزوجها من محمد يتيم أبي طالب فاحتالت عليه هي حتى سقته الخمر ، فزوجها في حال سكره ، فلما أفاق ووجد نفسه أمام الأمر الواقع لم يجد بدا من القبول [2] مما يتناقض وأخلاق الرسول الكريم وخديجة أم المؤمنين ، ولا نراه الا كذبا موضوعا لم يقصد به سوى الحط والوضع من كرامة النبي الكريم وتنقيصه من قبل أعداء الاسلام أو الحمقى والمغفلين . ونعوذ بالله من هذا الهراء [3] . وان كون خديجة هي التي عرضت نفسها على النبي ، وأنه لم يكن هو الذي تقدم بطلب يدها ، لخير جواب لما جاء في كلمات بعض المستشرقين من اتهام باطل بأنه ( صلى الله عليه وآله ) انما تزوج خديجة طمعا في مالها . ولم يبق هذا التقدير والحب من خديجة للنبي من طرف واحد ، بل قابله النبي بالحب والتقدير لها في أيام حياتها وبعد مماتها ، حتى لقد كان ذلك يثير بعض أزواجه . ويرى الشيخ آل ياسين هذا دليلا آخر على بطلان هذه الدعوى الواهية [4] .