الرقة بالشام فرحل إليهم حتى لحق بهم [1] فيقول : صار إلي من السلطان ستمائة ألف درهم ما وجبت علي فيها الزكاة [2] ثم رجع معهم إلى بغداد وبقي بها ، حتى قدمها المأمون فجعله قاضيا لعسكر المهدي [3] وكان العسكر في الجانب الشرقي وكان الواقدي في الجانب الغربي فلما انتقل حمل كتبه على عشرين ومائة وقر [4] فولي القضاء مدة أربع سنوات قبل وفاته ، وأوصى إلى المأمون فقبل وصيته وأرسل إليه بأكفانه وقضى دينه [5] . ذكر ابن سعد - وهو تلميذه وكاتبه وراويته - يقول : مات ببغداد ليلة الثلاثاء لإحدى عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة سبع ومائتين ودفن يوم الثلاثاء في مقابر الخيزران ، وهو ابن ثمان وسبعين سنة [6] . مكانة الواقدي في الرواية والعلم : وتتجلى مكانته في الرواية والعلم في وصف كاتبه وتلميذه ابن سعد له حيث يقول : كان عالما بالمغازي والسيرة والفتوح واختلاف الناس في الحديث والأحكام ، واجتماعهم على ما أجمعوا عليه ، وقد فسر ذلك في كتب